خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ
٦١
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

هذا حكاية ما اجاب به اخوة يوسف يوسف حين حثهم على الاتيان بأخيهم بأنهم { قالوا سنراود عنه أباه } ونحن نفعل ذلك، والمراودة المطالبة من قولهم راد يرود، فهو رائد اي طلب، وفلان يرتاد موضعاً اي يطلبه، وفي المثل (الرائد لا يكذب اهله) ومنه الارادة وهي طلب الفعل بما هو كالسبب له، لان الداعي الى الفعل داع الى ارادته، لأن باجتماع الامرين يقع الفعل من عالم قادر، والفاعل من جعل الشيء موجوداً بعد ان كان معدوماً، وكل فاعل جاعل، وليس كل جاعل فاعلاً، لأنه قد يكون جاعلاً على صفة، كالجاعل للجسم متحركاً. وقال الرماني: الفرق بين العامل والفاعل ان العامل للشيء قد يكون المغير له، والفاعل لا يكون إلا الموجد له، والفرق بين العامل والجاعل ان العامل لا يكون الا مغيراً له، وقد يكون الجاعل غير مغير له، لانه يجعله على صفة بحكمه فيه كالذي يجعله كافراً بحكمه انه كافر.
وقال ابن اسحاق: الذي وعدوا بفعله الاجتهاد في المصير بأخيهم اليه لانهم جوّزوا ان لا يجيبهم ابوهم الى الارسال به معهم. وقال ابو علي: وعدوه بان يصيروا به اليه ان ارسله ابوه معهم، فالعدة به كانت واقعة بشرط.