خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
٦٤
-يوسف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ اهل الكوفة إلا أبا بكر "حافظاً" على وزن فاعل. الباقون "حفظاً" على المصدر.
وهذا حكاية ما قال يعقوب لولده حين قالوا له { أرسل معنا أخانا } فانه قال لهم { هل آمنكم عليه } والامن إطمئنان القلب الى سلامة الأمر يقال: أمنه يأمنه. أمناً وائتمنه يأتمنه ائتماناً. ومنه قوله
{ فليؤد الذي اؤتمن أمانته } ثم أخبر تعالى، فقال { فالله خير حافظاً } فمن قال على لفظ الفاعل نصبه على الحال. ويحتمل ان يكون نصبه على التمييز، ولم ينصبه على الحال، والحال يدل على انه تعالى الحافظ. والتمييز يرجع الى من يحفظ بأمره من الملائكة وكلا الوجهين أجازهما الزجاج.
ومن قرأ على المصدر نصبه على التمييز لا غير، ولوقرىء (خير حافظ) على الاضافة لدل على ان الموصوف حافظ، وليس كذلك التمييز، وحقيقة (خير من كذا) انه أنفع منه على الاطلاق، وانه لا شيء انفع منه، قال ابو علي الفارسي: وجه قراءة من قرأ { حفظاً } بغير ألف انه قد ثبت من قولهم { ونحفظ أخانا } وقولهم { وإنا له لحافظون } انهم اضافوا الى انفسهم { حفظاً } فالمعنى على الحفظ الذي نسبوه الى انفسهم، وان كان منهم تفريط في حفظ يوسف، كما قال
{ { أين شركائي } ولم يثبت لله شريك، ولكن على معنى الشركاء الذين نسبتموهم اليّ، فكذلك المعنى على الحفظ الذي نسبوه الى انفسهم، والمعنى { فالله خير حفظاً } من حفظكم الذي نسبتموه الى انفسكم. ومن قرأ { حفظاً } فعلى التمييز دون الحال.