خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
١
-الرعد

التبيان الجامع لعلوم القرآن

لم يعد احد { المر } آية وعد الكوفيون "طه" و "حم" آية قالوا، لان (طه) مشاكلة لرؤوس الآي التي بعدها بالالف مع انه لا يشبه الاسم المفرد، كما أشبه "صاد" و "قاف" و "نون" لانها بمنزلة (باب) و "نوح"، وعد "كهيعص" لانه يشاكل رؤوس الآي بعده بالارداف. وقد بينا في أول سورة البقرة أقوال المفسرين في تأويل اوائل السور بالحروف. وان اقواها ان يقال أنها اسماء السور واجبنا عما اعترض عليه، فلا وجه لاعادته.
وروي عن ابن عباس ان معنى قوله { المر } انا الله أرى. وقال غيره: معناه انا الله أعلم. وروي انها حروف تدل على اسم الرب. وقوله { تلك آيات الكتاب } ومعناه هذه تلك آيات الكتاب التي تقدمت صفتها. والبشارة بها بما فيها من الهداية، كما تقول تلك الدلالة اي التي وصفها بأنه لا غنا لأحد عنها، فيقول: هذا تنبيهاً عليها، وتفخيماً لشأنها.
وقال الحسن والجبائي: يعني بالكتاب القرآن. وقال مجاهد وقتادة: يعني به الانجيل. والاول اصح. وآيات الكتاب هي الكتاب، ولكن أضيف الى نفسه، لما اختلف لفظه كما قال
{ حق اليقين } وغير ذلك مما قد مضى ذكره، وكما يقال مسجد الجامع، والمسجد الجامع، والآيات الدلالات المعجبة المؤدية الى المعرفة بالله وانه لا يشبه الاشياء، ولا تشبهه، والكتاب الصحيفة التي فيها الكتابة، وقد يكون مصدر كتب، تقول: كتب كتاباً وكتابة. { والذي أنزل إليك من ربك الحق } يحتمل وجهين من الاعراب: الرفع والجر، فالرفع على الابتداء وخبره الحق، والجر على انه عطف على الكتاب، وهو غيره - على قول مجاهد - ويجوز ان تكون صفة - في قول الحسن - كما قال الشاعر:

الى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم

{ ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } اي لا يصدق اكثر الناس بأنه كذلك، ويكفرون به. والحق وضع الشيء في موضعه على ما تقتضيه الحكمة والانزال النقل من علوّ الى سفل أنزله إنزالاً، ونزّله تنزيلاً، وضده الاصعاد.