خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ
٢١
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى ان الخلق يبرزون يوم القيامة لله اي يظهرون من قبورهم والبروز خروج الشيء عما كان ملتبساً به الى حيث يقع عليه الحشر في نفسه، يقال: برز للقتال إِذا ظهر له.
{ فقال الضعفاء } اي يقول الناقص القوة، لان الضعفاء جمع ضعيف، والضعف نقصان القوة، يقال: ضعف يضعف ضعفاً، واضعفه الله إِضعافاً؛ والضعف ذهاب مضاعفة القوة { للذين استكبروا } اي للذين طلبوا التكبر. والاستكبار والتكبر والتجبر واحد، وهو رفع النفس فوق مقدارها في الوصف. والمعنى يقول التابعون للمتبوعين من ساداتهم وكبرائهم { إنا كنا لكم تبعاً } اي طلبنا اللحاق بكم، واعتمدنا عليكم، وهو جمع تابع، كقولهم: غائب وغيّب. قال الزجاج: ويجوز ان يكون مصدراً وصف به { فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء } اي هل تقدرون على ان تدفعوا عنا ما لا نقدر على دفعه عن أنفسنا، يقال: أغنى عني إِذا دفع عني، وأغناني بمعنى نفى الحاجة عني بما فيه كفاية. فأجابهم المستكبرون بأنه { لو هدانا الله } الى طريق الخلاص من العقاب والوصول الى النعيم والجنة { لهديناكم } اليه { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا } أي الجزع والصبر سيان مثلان، ليس لنا من محيص أي مهرب من عذاب الله تعالى يقال: حاص يحيص حيصاً وحيوصاً وحيصاناً، وحاد يحيد حيداً ومحيداً، والحيد الزوال عن المكروه. والجزع انزعاج النفس بورود ما يغم، ونقيضه البر قال الشاعر:

فان تصبرا فالصبر خير مغبة وان تجزعا فالأمر ما تريان