خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

{ الذين } في موضع جر، لانه نعت للكافرين، وتقديره وويل للكافرين الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة. والاستحباب طلب محبة الشيء بالتعرض لها، والمحبة إِرادة منافع المحبوب. وقد تكون المحبة ميل الطباع. والحياة الدنيا هو المقام في هذه الدنيا العاجلة على الكون في الآخرة. ذمهم الله بذلك، لان الدنيا دار انتقال، والآخرة دار مقام.
{ ويصدون عن سبيل الله } اي يعرضون بنفوسهم عن اتباع الطريق المؤدي الى معرفة الله، ويجوز ان يريد انهم يمنعون غيرهم من اتباع سبيل الله تعالى، يقال: صد عنه يصد صدّاً، غير متعد، وصده يصده صدّاً متعد. والسبيل الطريق وكلاهما يؤنث ويذكر، وهو على السبل اغلب و { يبغونها عوجاً } أي ويطلبون الطريق عوجاً اي عدولاً عن استقامته. و (العوج) خلاف الميل الى الاستقامة، والعوج - بكسر العين - في الدين، و - بفتح العين - في العود والبغية طلب المقاصد لموضع الحاجة، يقال: بغاه يبغيه بغية، وابتغى ابتغاء، ودخلت (على) في قوله { يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة } لان المعنى يؤثرونها عليها. ولو قيل من الاخرة، لجاز ان يكون بمعنى يستبدلونها من الاخرة. وقيل: إِنه يجري مجرى قولهم: نزلت على بني فلان، ونزلت في بني فلان، وببني فلان، كله بمعنى واحد.
وقوله { أولئك في ضلال بعيد } إِخبار منه تعالى ان هؤلاء الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الاخرة، ويصدون عن سبيل الله، في عدول عن الحق، بعيدون عن الاستقامة.