خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٤
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى انه لم يرسل فيما مضى من الازمان رسولاً الى قوم إِلا بلغة قومه حتى اذا بين لهم، فهموا عنه، ولا يحتاجون الى من يترجم عنه.
وقوله { فيضل الله من يشاء } يحتمل امرين:
احدهما - انه يحكم بضلال من يشاء اذا ضلوا هم عن طريق الحق.
الثاني - يضلهم عن طريق الجنة إِذا كانوا مستحقين للعقاب و { يهدي من يشاء } الى طريق الجنة { وهو العزيز } يعني القادر الذي لا يقدر أحد على منعه { الحكيم } في جميع افعاله؛ ليس فيها ما له صفة السفه. ويحتمل ان يريد انه محكم لافعاله التي تدل على علمه.
ورفع قوله { فيضل الله } لان التقدير على الاستئناف، لا العطف على ما مضى، ومثله قوله
{ لنبين لكم ونقر في الأرحام } ومثله { قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم } ثم قال بعد ذلك { ويتوب الله على من يشاء } لانه إِذا لم يجز ان يكون عطفاً على ما مضى فينتصب لفساد المعنى فلا بد من استئنافه ورفعه. وقال الحسن: امتن الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم انه لم يبعت رسولا إلا الى قومه، وبعثه خاصة الى جميع الخلق. وقال مجاهد: بعث الله نبيه الى الاسود والاحمر ولم يبعث نبيا قبله إِلا الى قومه واهل لغته.