خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ
٤٤
-إبراهيم

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس على وجه التخويف لهم من عقابه، ويحذرهم يوم يجيئهم العذاب من الله على معاصيهم في دار الدنيا، وهو يوم القيامة، ويقول { الذين ظلموا } نفوسهم بارتكاب المعاصي وترك الواجبات يا { ربنا أخرنا إلى أجل قريب } أي ردنا الى الدنيا واجعل ذلك مدة قريبة نجب دعوتك فيها ونتبع رسلك فيما يدعوننا اليه، فيقول الله تعالى { أولم تكونوا أقسمتم } وحلفتم في دار الدنيا { ما لكم من زوال }. قال مجاهد: معناه إِنهم اقسموا في الدنيا أنه ليس لهم انتقال من الدنيا الى الآخرة. وقال الحسن: معناه { من زوال } الى العذاب.
والأجل الوقت المضروب لانقضاء الأمد، والأمد مدة من المدد، فانما طلبوا أجلاً يستدركون فيه ما فات من الفساد بالصلاح، وفي المعلوم أنهم يبعدون من الفلاح.
وفي الآية دلالة على ان أهل الآخرة غير مكلفين بخلاف ما يقول النجار وجماعة من المجبرة، لانهم لو كانوا مكلفين لما كان لقوله { أخرنا إلى أجل قريب } معنى، لانهم مكلفون، وكانوا يؤمنون ويتخلصون من العقاب.
وقوله { فيقول } رفع عطفاً على قوله { يوم يأتيهم العذاب } وليس بجواب الامر لانه لو كان جواباً له لجاز فيه النصب والرفع، فالنصب مثل قول الشاعر:

يا ناق سيري عنقاً فسيحا الى سليمان فنستريحا

والرفع على الإِستئناف وذكر الفراء ان العلاء بن سبابة كان لا ينصب في جواب الأمر بالفاء قال: والعلاء هو الذي علم معاذاً ولهواً وأصحابه.