خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
١٢
وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
١٣
-النحل

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ ابن عامر { والشمس والقمر والنجوم مسخرات } بالرفع فيهن كلهن، وافقه حفص في رفع { والنجوم مسخرات } الباقون بالنصب فيهن كلهن، امّا ابن عامر فانما رفع ذلك، لانه جعل الواو، واو حال، وابتدأ، { والشمس } رفع بالابتداء و { النجوم } نسق عليها، { والقمر } نسق عليها (والمسخرات) رفع خبرها، ومن نصبها كلها جعلها منسوقة على قوله { وسخر لكم الليل والنهار }. واما حفص فانما رفع { النجوم مسخرات } فقطعها مما قبلها، فعلى هذا حجة من نصب ان يقدر فعلا آخر ينصبه به، وتقديره وجعل النجوم مسخرات.
ووجه تسخير الشمس والقمر والليل والنهار، ان الليل والنهار إِنما يكون بطلوع الشمس وغروبها، فما بين غروب الشمس الى طلوع الفجر، وهو غياب ضوء الشمس، فهو ليل. وما بين طلوع الفجر الى غروب الشمس، فهو نهار، فالله تعالى سخر الشمس على هذا التقدير لا تختلف؛ لمنافع خلقه ومصالحهم وليستدلوا بذلك على ان المسخر لذلك والمقدر له حكيم ثم بين ان في ذلك التسخير لدلالات لقوم يعقلون عن الله ويتبينون مواضع الاستدلال بادلته.
وقوله { وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه } معنى (ما) الذي وموضعه النصب والتقدير وخلق لكم (ما).
أخبر الله تعالى ان الذي خلقه وأظهره من الاجسام المختلفة الألوان ان في ذلك دلالة لقوم يذكرون وأصله يتذكرون، فادغمت التاء في الذال. والذرء إظهار الشيء بإِيجاده ذرأه يذرؤه ذرءاً. وذرأه، وفطره، وانشاءه نظائر. وملح ذرءاني ظاهر البياض والاختلاف هو الامتناع من ان يسد احد الشيئين مسد الآخر ونقيضه الاتفاق. قال قتادة: قوله { وما ذرأ لكم في الأرض } معناه خلق لكم { مختلفاً ألوانه } من الدواب والشجر والثمار، نعماً ظاهرة فاشكروها لله، قال المؤرج: ذرأ بمعنى خلق بلغة قريش.