يقول الله تعالى ثم ان هؤلاء الكفار حلفوا بالله على قدر طاقتهم وجهدهم انه لا يحشر الله أحداً يوم القيامة، ولا يحييه بعد موته. ثم كذبهم تعالى في ذلك، فقال: {بلى} يحشرهم الله ويبعثهم {وعداً} وعدهم به، ولا يخلف وعده.
ونصب {وعداً} على المصدر والتقدير وعد وعداً. وقال الفراء: تقديره بلى ليبعثهم وعداً حقّاً، ولو رفع على معنى ان ذلك وعد عليه حق كان صوابا والمعنى وعد وعداً عليه حقّاً ذلك الوعد ليس له خلف {ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون} صحة ذلك لكفرهم بالله وجحدهم انبياءه.
وقوله {ليبين لهم الذي يختلفون فيه} في دار الدنيا، لأنه يخلق فيهم العلم
الضروي يوم القيامة، الذي يزول معه التكليف ويزول خلافهم فيه، ويعلم ايضاً كل كافر انه كان كاذباً في الدنيا في قوله: إِن الله لا يبعث احدا بعد موته، هذا إِن جعلنا قوله {ليبين} متعلقا بـ (بلى) يبعثهم الله. ويحتمل ان يكون متعلقاً بقوله {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً..... ليبين لهم الذي يختلفون فيه} ويهديهم الى طريق الحق ويثيبهم عليه.