خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ
٨٦
وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٨٧
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ
٨٨
-النحل

التبيان الجامع لعلوم القرآن

يقول الله تعالى مخبراً عن حال المشركين والكفار في الآخرة وأنهم إِذا رأوا شركاءهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله. وقيل انما سموا { شركاءهم } لأمرين:
احدهما - لانهم جعلوا لهم نصيباً في أموالهم.
الثاني - لانهم جعلوهم شركاء في العبادة.
ومعنى قوله { هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك } اعتراف منهم على انفسهم بأنهم كانوا يشركون مع الله غيره في العبادة.
وقوله { فألقوا إليهم القول إِنكم لكاذبون } قيل في معناه قولان:
احدهما - ألقى المعبودون القول { إنكم لكاذبون } في أنا نستحق العبادة.
والثاني - { إنكم لكاذبون } في قولكم إِنا دعوناكم الى العبادة.
وقيل: انكم لكاذبون بقولكم إِنا آلهة.
وإِلقاء المعنى الى النفس إِظهاره لها، حتى تدركه متميزاً من غيره، فهؤلاء ألقوا القول حتى فهموا عنهم انهم كاذبون.
وقوله { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } معناه استسلموا بالذل لحكم الله - في قول قتادة - { وضل عنهم ما كانوا يفترون } اي يضل ما كانوا يأملونه ويقدرون من ان آلهتهم تشفع لهم. ثم أخبر تعالى ان الذين يكفرون بالله ويجحدون وحدانيته، ويكذبون رسله، ويصدون غيرهم عن اتباع الحق الذي هو سبيل الله { زدناهم عذاباً فوق العذاب }. قال ابن مسعود: أفاعي وعقارب النار لها أنياب كالنخل الطوال جزاءاً { بما كانوا يفسدون } في الارض.