يقول الله تعالى مخبراً عن حال المشركين والكفار في الآخرة وأنهم إِذا رأوا شركاءهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله. وقيل انما سموا { شركاءهم } لأمرين:
احدهما - لانهم جعلوا لهم نصيباً في أموالهم.
الثاني - لانهم جعلوهم شركاء في العبادة.
ومعنى قوله { هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك } اعتراف منهم على انفسهم بأنهم كانوا يشركون مع الله غيره في العبادة.
وقوله { فألقوا إليهم القول إِنكم لكاذبون } قيل في معناه قولان:
احدهما - ألقى المعبودون القول { إنكم لكاذبون } في أنا نستحق العبادة.
والثاني - { إنكم لكاذبون } في قولكم إِنا دعوناكم الى العبادة.
وقيل: انكم لكاذبون بقولكم إِنا آلهة.
وإِلقاء المعنى الى النفس إِظهاره لها، حتى تدركه متميزاً من غيره، فهؤلاء ألقوا القول حتى فهموا عنهم انهم كاذبون.
وقوله { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } معناه استسلموا بالذل لحكم الله - في قول قتادة - { وضل عنهم ما كانوا يفترون } اي يضل ما كانوا يأملونه ويقدرون من ان آلهتهم تشفع لهم. ثم أخبر تعالى ان الذين يكفرون بالله ويجحدون وحدانيته، ويكذبون رسله، ويصدون غيرهم عن اتباع الحق الذي هو سبيل الله { زدناهم عذاباً فوق العذاب }. قال ابن مسعود: أفاعي وعقارب النار لها أنياب كالنخل الطوال جزاءاً { بما كانوا يفسدون } في الارض.