خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً
٢٠
ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً
٢١
لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً
٢٢
-الإسراء

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قوله { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } نصب { كلاً } بـ { نمد } { وهؤلاء } بدل منه والمعنى إِنا نعطي البرَّ والفاجر، والمؤمن والكافر في الدنيا. واما الآخرة فللمتقين خاصة { وما كان عطاء ربك محظوراً } اي لم يكن عطاء الله ممنوعاً، ثم قال لنبيه والمراد به أمّته معه { انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعض } بأن جعلنا بعضهم اغنياء، وبعضهم فقراء، وبعضهم موالي، وبعضهم عبيداً، وبعضهم اصحاء وبعضهم مرضى، بحسب ما علمنا من مصالحهم. ثم قال { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تعضيلاً } لانهم معطون على مقدار طاعتهم؛ فمن كان كثير الطاعة حصلت له الدرجات العالية من الثواب. وإِنما اراد يبين أن التفاضل في الدنيا إِذا كان يتنافس عليه، فالتفاضل في الجنة اولى بأن يرغب فيه.
ثم قال لنبيه والمراد به امّته { لا تجعل مع الله إِلهاً آخر } توجه إِليه عبادتك وتستدعي الحوائج من قبله فإِنك إِن فعلت ذلك قعدت مذموماً مخذولاً، واذا كان الخطاب عامّاً كان التقدير، فلا تجعل ايها الانسان مع الله إِلهاً آخر. ونصب { فتقعد } لأنه جواب النهي.