خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً
٨٨
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً
٨٩
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً
٩٠
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً
٩١
-الكهف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قرأ اهل الكوفة إلا أبا بكر { فله جزاء الحسنى } بالنصب والتنوين. الباقون بالرفع، والاضافة. فمن أضاف احتمل أن يكون أراد فله جزاء الطاعة، وهي الحسنى. ويحتمل أن يكون أراد فله الجنة وأضافه الى الحسنى وهي الجنة، كما قال { { وإنه لحق اليقين } ومن نون أراد فله الحسنى أي الجنة، لأن الحسنى هي الجنة لا محاله.
ونصبه يحتمل أمرين:
أحدهما - ان يكون نصباً على المصدر في موضع الحال أي فلهم الجنة يجزون بها جزاء.
والثاني - قال قوم: هو نصب على التمييز وهو ضعيف، لان التمييز يقبح تقديمه كقولك تفقأ زيد شحماً، وتصبب عرقاً، وله دن خلاً، ولا يجوز له خلاَ دن، وأما عرقاً فما أحد اجازه إلا المازني. وشاهد الاضافة قوله
{ { لهم جزاء الضعف } والحسنى ها هنا الجزاء. لما حكى الله تعالى ما قال ذو القرنين إن من ظلم نعذبه، وإن له عند الله عذاباً نكراً، أخبر ان من صدق بالله ووحّده وعمل الصالحات التي أمر الله بها { فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً } اي قولا جميلا ثم قال { ثم أتبع سبباً حتى إذا بلغ مطلع الشمس } أي الموضع الذي تطلع منه مما ليس وراءه أحد من الناس فوجد الشمس { تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً } اي انه لم يكن بتلك الأرض جبل ولا شجر، ولا بناء، لأن أرضهم لم يكن يبنى عليها بناء، فكانوا إذا طلعت الشمس عليهم يغورون فى المياه والاسراب، وإذا غربت تصرفوا في أمورهم - في قول الحسن وقتادة وابن جريج - وقال قتادة هي الزنج.
وقوله { كذلك } معناه كذلك هم. ثم قال { وقد أحطنا بما لديه خبراً } أي كذلك علمناهم وعلمناه. ويحتمل أن يكون المراد كذلك، { أتبع سبباً } الى مطلع الشمس، كما اتبعه الى مغربها.
وقوله { ثم أتبع سبباً } يعني طريقاً ومسلكا لجهاد الكفار. وقال الحسن ان ذا القرنين كان نبياً ملك مشارق الارض ومغاربها. وقال عبد الله بن عمر كان ذو القرنين والخضر نبيين وكذلك لقمان كان نبياً.