خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
٢١٥
-البقرة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

المعنى:
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها: أن الآية الأولى فيها دعاء الى الصبر على الجهاد في سبيل الله، وفي هذه بيان لوجه النفقة في سبيل الله، وكل ذلك دعاء الى فعل البرّ.
والنفقة: إخراج الشيء عن الملك ببيع، أو هبة أو صلة، أو نحوها، وقد غلب في العرف على إخراج ما كان من المال: من عين، أو ورق.
وقوله { يسألونك } خطاب للنبي (صلى الله عليه وسلم) بأن القوم يسألونه، والسؤال: طلب الجواب بصيغة مخصوصة في الكلام.
وذكر السدي: أن هذه الآية منسوخة بفرض الزكاة. وقال الحسن: ليست منسوخة، وهو الأقوى، لأنه لا دليل على نسخها.
والجواب المطابق لقوله: { يسألونك ماذا ينفقون } أن يقول: قل النفقة التي هي خير، وإنما عدل عنه لحاجة السائل الى البيان الذي يدل عليه، وعلى غيره، وذلك يحسن من الحكماء اذا أرادوا تعليم غيرهم، وتبصيرهم أن يضمنوا الجواب مع الدلالة على المسؤل عنه الدلالة على ما يحتاج إليه السائل في ذلك المعني مما أغفله أو حذف السؤال عنه لبعض الأسباب المحسنة له. فأما الجدل الذي يضايق فيه الخصم، فالأصل فيه التحقيق، بأن يكون الجواب على قدر السؤال من غير زيادة ولا نقصان، ولا عدول عما يوجبه نفس السؤال، لأن كل واحد من الخصمين قد حل محل النظير للآخر.
ولا يجوز إعطاء الزكاة للوالدين، وكل من تلزمه نفقته - وبه قال الحسن - والآية عامة في الزكاة وفي التطوع - وبه قال الحسن - غير أنها فيمن تلزمه النفقة عليه، خاصة بالنفقة.
الاعراب:
وموضع (ما) في قوله: { ماذا ينفقون } من الاعراب يحتمل وجهين: الرفع، والنصب، والرفع على ما الذي ينفقون، فيكون المعني الذي، وينفقون صلة، والنصب بمعنى أي شيء ينفقون، فيكون (ذا) و (ما) بمنزلة شيء واحد. والمساكين جمع مسكين وهو المحتاج.
المعنى:
ومعنى قوله: { فإن الله به عليم } اي ما تفعلوا من خير فان الله يجازي عليه من غير أن يضيع منه شيء, لأنه عليم لا يخفى عليه شيء. قال مجاهد: معنى { يسألونك ماذا ينفقون } إنهم سألوا ما لهم في ذلك، فقال الله تعالى: { قل ما أنفقتم من خير } الآية. وقال قتادة: أهمّهم النفقة، فسألوا عنها النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنزل الله { قل ما أنفقتم من خير } الآية.