خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢٤٤
-البقرة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

المعنى:
قيل فيمن يتوجه إليه هذا الخطاب قولان:
أحدهما - أنه متوجه الى الصحابة بعد ما ذكرهم بحال من فرّ من الموت، فلم ينفعه الفرار، حضهم على الجهاد، لئلاّ يسلكوا سبيلهم في الفرار من الجهاد، كما فرّ أولئك من الديار.
الثاني - الخطاب للذين جرى ذكرهم على تقدير، وقيل لهم: قاتلوا في سبيل الله. والقول الأول أظهر، لأن الكلام على وجهه، لا محذوف فيه.
وقوله: { واعلموا أن الله سميع عليم } معناه ها هنا: أنه { سميع } لما يقوله المنافق { عليم } بما يحبه المنافق، فاحذروا حاله. وقيل: { سميع } لما يقوله المتعلل { عليم } بما يضمر، فاياكم والتعلل بالباطل. وقيل: { سميع } لقولكم إن قلتم كقول من قبلكم { عليم } بضمائركم.
وسبيل الله الذي أمر بالقتال فيها: قتل في دين الله، لاعزازه، والنصر له، وقتل في طاعة الله، وقتل في جهاد أعداء المؤمنين.
اللغة:
والقتل: نقض البنية التي تحتاج إليها الحياة. والقتال: هو تعرض كل واحد منهما للقتل. والفرق بين سميع وسامع: أن سامعاً يقتضي وجوه السمع، وسميع لا يدل عليه، وإنما معناه: أنه من كان على صفة لأجلها يسمع المسموعات اذا وجدت ولذلك يوصف تعالى فيما لم يزل بأنه سميع، ولا يوصف بأنه سامع إلا بعد وجود المسموعات.