خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٦٨
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

الاعراب:
موضع الذين يحتمل ثلاثة أوجه من الاعراب:
أحدها - أن يكون نصباً على البدل من الذين نافقوا.
الثاني - الرفع على البدل من الضمير في يكتمون.
الثالث - الرفع على خبر الابتداء، وتقديره: هم { الذين قالوا لإخوانهم }
المعنى:
والمعني بهذا الكلام والقائلون لهذا القول عبد الله بن أبي وأصحابه من المنافقين قالوه في قتلى يوم أحد من أخوانهم - على قول جابر بن عبد الله، وقتادة، والسدي، والربيع - وقوله: { قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } معناه ادفعوا قال الشاعر:

تقول إذا درأت لها وضيني أهذا دينه أبداً وديني

فان قيل كيف يلزمهم دفع الموت عن أنفسهم بقولهم أنهم لو لم يخرجوا لم يقتلوا؟ قيل لأن من علم الغيب في السلامة من القتل يجب أن يمكنه أن يدفع عن نفسه الموت فليدفعه، فهو أجدى عليه.
فان قيل: كيف كان هذا القول منهم كذباً مع أنه اخبار على ما جرت به العادة؟ قلنا: لأنهم لا يدرون لعلهم لو لم يخرجوا لدخل المشركون عليهم في ديارهم، فقتلوهم هذا قول أبي علي وقال غيره معنى { إن كنتم صادقين } أي محقين في تثبيطكم من الجهاد فراراً من القتل.