خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
١٧٤
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

المعنى، واللغة، والاعراب:
الانقلاب، والرجوع، والمصير واحد. وقد فرق بينهما بأن الانقلاب هو المصير إلى ضد ما كان قبل ذلك كانقلاب الطين خزفاً. ولم يكن قبل ذلك خزفاً والرجوع هو المصير إلى ما كان قبل ذلك وقوله: { بنعمة من الله وفضل } قيل في معناه قولان:
أحدهما - ان النعمة العافية. والفضل: التجارة. والسوء: القتل - في قول السدي، ومجاهد - وقال الزجاج: النعمة ها هنا الثبوت على الايمان في طاعة الله وفضل الربح في تجارتهم، لأنه روي أنهم اقاموا في الموضع ثلاثة أيام فاشتروا أدماً وزبيباً ربحوا فيه: وقال قوم: إن أقل ما يفعله الله بالخلق فهو نعمة، وما زاد عليه فهو الموصوف بأنه فضل. والفرق بين النعمة والمنفعة أن النعمة لا تكون نعمة إلا إذا كانت حسنة، لأنه يستحق بها الشكر ولا يستحق الشكر بالقبيح. والمنفعة قد تكون حسنة وقد تكون قبيحة مثل ان يغصب مالا ينتفع به - وإن كان قبيحاً - وقوله: { لم يمسسهم سوء } موضعه نصب على الحال. وتقديره: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل سالمين. والعامل فيه { فانقلبوا } والمعني بالآية الذين أمرهم الله تعالى بتتبع المشركين إلى حمراء الاسد، فلما بلغوا إليها وكان المشركون أسرعوا في المضي إلى مكة رجع المسلمون من هناك من غير أن يمسهم قتل ولا جراح غانمين سالمين، وقد امتثلوا ما أمرهم الله تعالى به. واتبعوا رضوانه { والله ذو فضل عظيم } أي ذو إحسان عظيم على عباده ديني ودنيوي.