خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٣٤
-آل عمران

التبيان الجامع لعلوم القرآن

اللغة، والاعراب:
وزن ذرية فعلية، مثل قمرية. ويحتمل أن يكون على وزن فعلولة. وأصله ذرورة إلا أنه كره التضعيف، فقلبت الراء الأخيرة ياء، فصار ذروية وقلبت الواو للياء التي بعدها ياء وادغمت احداهما في الاخرى، فصار ذرية. قال الزجاج: والاول أجود وأقيس. ويحتمل نصبها وجهين:
أحدهما - أن يكون حالا والعامل فيها اصطفى. والثاني - أن يكون على البدل من مفعول اصطفى.
المعنى:
ومعنى قوله: { بعضها من بعض } أي في الاجتماع على الصواب. قال الحسن:
{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } في الاجتماع على الهدى. وبه قال قتادة. الثاني - قال الجبائي وغيره: إنه في التناسل إذ جميعهم ذرية آدم، ثم ذرية نوح، ثم ذرية إبراهيم، وهو المروي عن أبي عبد الله (ع)، لأنه قال الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض. وقوله: { والله سميع عليم } قيل فيه قولان: أحدهما - أنه سميع لما تقوله الذرية عليم بما تضمره، فلذلك فضلها على غيرها لما في معلومه من استقامتها في قولها، وفعلها. والثاني - سميع لما تقوله امرأة عمران من قوله: { إني نذرت لك ما في بطني محرراً } عليم بما تضمره ليدل على أنه لا يضيع لها شيء من جزاء عملها ونبه بذلك على استحسان ذلك منها، لأن قول القائل قد علمت ما فعلت يجري في الوعد والوعيد معاً على حد واحد.