قرأ ابو جعفر { إنما أنا نذير مبين } بكسر الهمزة. الباقون بفتحها.
لما وصف الله تعالى نفسه بأنه الواحد القهار وصفها ايضاً بأنه { رب السماوات والأرض } أي مالكهما ومدبرهما ومدبر ما بينهما { العزيز } الذي لا يغالب لسعة مقدوراته { الغفار } لذنوب عباده إذا تابوا.
ثم قال قل لهم يا محمد { هو نبأ عظيم } قال مجاهد والسدي يعني القرآن { هو نبأ عظيم } أي الخبر العظيم وقال الحسن: هو يوم القيامة.
ثم خاطب الكفار فقال { أنتم } معاشر الكفار { عنه معرضون } عن هذا النبأ العظيم لا تعلمون بما يوجب مثله من اجتناب المعاصي وفعل الطاعات.
ثم أمر نبيه صلى الله عليه وآله ان يقول أيضاً { ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون } يعني بالملأ الأعلى الملائكة اختصموا في آدم حين قيل: لهم { إني جاعل في الأرض خليفة } في قول ابن عباس وقتادة والسدي، فما علمت ما كانوا فيه إلا بوحي من الله تعالى. وقيل: كان اختصام الملائكة في ما كان طريقه الاجتهاد. وقيل: بل طريقه إستخراج الفائدة، ولا يجوز ان يختصموا في دفع الحق.
وقوله { إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين } قيل في معناه قولان:
احدهما - ليس يوحى إلى إلا لأني انا نذير مبين أي مخوف من المعاصي مظهر للحق.
الثاني - ليس يوحى اليّ إلا الانذار البين الواضح.