خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ
١١
وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ
١٢
قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
١٣
قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي
١٤
فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ
١٥
لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ
١٦
-الزمر

التبيان الجامع لعلوم القرآن

ست آيات في الكوفى وخمس بصري واربع في ما عداه عد الكوفيون والبصريون { له الدين } وعد الكوفيون { له ديني } ولم يعد الباقون شيئاً من ذلك.
هذا امر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهؤلاء الكفار الذين تقدم ذكرهم { إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين } أي اخلص طاعتي له وأوجه عبادتي نحوه، دون الأصنام والأوثان. والآية وإن توجهت إلى النبي صلى الله عليه وآله فالمراد بها جميع المكلفين { وأمرت } أيضا { لأن أكون أول المسلمين } أي المستسلمين لما أمر الله به ونهى عنه، وإنما أمر بأن يكون اول المسلمين وإن كان قبله مسلمون كثيرون لأن المراد به أول المسلمين من هذه الأمة، ففي ذلك أنه دعاهم إلى ما رضيه الله له ورضيه لنفسه، وأن يقول لهم ايضاً { إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } يعني عذاب يوم القيامة. ثم قال { قل } لهم { الله أعبد } أي اعبد الله { مخلصاً } بعبادتي { له } تعالى { ديني } وطاعتي { فاعبدوا } أنتم معاشر الكفار { ما شئتم من دونه } من الاصنام والاوثان على وجه التهديد بذلك ثم قال { قل } لهم { إن الخاسرين } في الحقيقة هم { الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة } بأن فعلوا المعاصي، فخسروا بذلك أهاليهم الذين كانوا معدين لهم من الحور العين لو اطاعوه - في قول الحسن - وخسروا أنفسهم أي أهلكوها بالعذاب المهين الظاهر، لمن أدركه، ولا يخفى على احد الحال فيه.
ثم قال تعالى { ألا ذلك هو الخسران المبين } يعنى الظاهر الذي لا يخفى،
ثم بين ذلك الخسران بأن قال { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } فالظلة السترة القائمة، وجمعها ظلل، ولذلك قيل من فوقهم ظلل ومن تحتهم ظلل إذ النار أدراك فهم بين أطباقها - نعوذ بالله منها - فما هو تحت هؤلاء ظلل لمن دونهم ويجوز أن يكون المراد من تحتهم مثل تلك الظلل لأن الظلة لا تسمى كذلك إلا إذا كانت عالية فوق من هي ظلة له ثم قال { ذلك يخوف الله به عباده } أي ما اخبركم به من الوعيد وما أعده للكفار يحذر الله به عباده من إرتكاب معاصيه، ثم ناداهم فقال { يا عباد فاتقون } أي اتقوا معاصي وافعلوا طاعاتي والتخويف الاعلام بموضع المخافة لتتقى ومثله التحذير والترهيب. وقرأ رويس { يا عبادي } باثبات الياء - في الحالين - الباقون بحذفها، لان الكسرة تدل على الياء.