خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ
٦١
-المائدة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى عن هؤلاء المنافقين بانهم اذا جاؤا المؤمنين { قالوا آمنا } أي صدقنا { وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به } قيل فيه قولان:
أحدهما - قال الحسن وابن عباس والسدي وقتادة وأبو علي: وقد دخلوا بالكفر بخلاف ما أظهروه على النبي (صلى الله عليه وسلم) وخرجوا به من عنده.
الثاني - وقد دخلوا به في احوالهم وقد خرجوا به الى احوال أخر كقولك هو يتقلب في الكفر ويتصرف به، ومعناه تقريب الماضي من الحال ولهذا دخلت (في) هذا الموضوع. وقال الخليل: ويكون لقوم ينتظرون الخبر كقولك قد ركب الأمير لمن كان ينتظره، وهو راجع الى ذلك الاصل لانه تقريب من الحال المنتظرة وأصل الدخول الانتقال الى محيط كالوعاء إلا أنه قد كثر حتى قيل دخل في هذا الامر، ولا يدخل في المعنى ما ليس منه. ودخل في الاسلام. وخرج بالردة منه. وكان ذلك مجاز. وقوله: { جاؤكم } لا يجوز ان يكون عاملاً في "إذا" كما يعمل في "متى" لو قيل: متى جاؤكم، قالوا آمنا، لان "إذا" مضافة الى ما بعدها والمضاف اليه لا يعمل في المضاف لانه من تمامه. وليس كذلك "متى" لانها جزاء.
وقوله { والله أعلم بما كانوا يكتمون } معناه ما يكتمونه من نفاقهم اذ اظهروا بألسنتهم ما اضمروا خلافه في قلوبهم فبين الله للناس أمرهم.