خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ
٩
-المائدة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

وعد الله تعالى في هذه الآية الذين صدقوا بوحدانية الله وأقروا بنبوة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وعملوا الصالحات ان لهم مغفرة او وعدهم مغفرة ووقعت الجملة موقع المفرد كما قال الشاعر:

وجدنا الصالحين لهم جزاء وجنات وعيناً سلسبيلا

وتكون الجملة التي هي لهم مغفرة في موضع النصب، ولذلك عطف في البيت وعينا، فنصب على الموضع، ويحتمل ان يكون موضع { لهم مغفرة } في موضع الرفع، ويكون الموعود به محذوفاً، ويكون التقدير لهم مغفرة وأجر عظيم فيما وعدهم أو لهم مغفرة وأجر عظيم هو الجنة. وهو معنى قول الحسن والجبائي والوعد، هو الخبر الذي يتضمن النفع من المخبر. والوعيد: هو الخبر الذي يتضمن الضرر من المخبر. وتقول: وعدته خيراً وأوعدته شراً والا يعاد مطلقاً يكون في الشر. والوعد مطلقاً في الخير، فاذا قيدته بذكر الخير او الشر، قلت فيهما معاً وعدته وأوعدته معاً فيما حكاه الزجاج. والمغفرة اصلها التغطية ومعناها تكفير السيئة. والتكفير ايضاً: التغطية ومنه تكفر في السلاح: اذا تغطى به قال لبيد:

في ليلة كفر النجوم غمامها

والاجر المذكور في الآية هو الثواب الذي وعد الله المؤمنين به على فعلهم الطاعات. والفرق بين الثواب والاجر في العرف أن الثواب هو الجزاء على الطاعات. والاجر قد يكون مثل ذلك وقد يكون في المعنى المعاوضة على المنافع بمعنى الاجر.