خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
١٤٩
-الأنعام

التبيان الجامع لعلوم القرآن

امر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) ان يقول لهؤلاء الكفار الذين احتجوا بما قالوه ان الله لو شاء منهم ذلك لما كان لله الحجة البالغة يعني الحجة التي احتج بها على الكافرين في الآية الاولى، وجميع ما احتج به على عباده في صحة دينه الذي كلفهم اياه. ومعنى { البالغة } التي تبلغ قطع عذر المحجوج وتزيل كل لبس وشبهة عمن نظر فيها واستدل أيضا بها. وانما كانت حجة الله صحيحة بالغة، لانه لا يحتج الا بالحق وما يؤدي الى العلم. وقوله { ولو شاء لهداكم أجمعين } يحتمل امرين:
احدهما - لو شاء لألجأ الجميع الى الايمان غير ان ذلك ينافي التكليف.
الثاني - انه لو شاء لهداهم الى نيل الثواب ودخول الجنة، وبيَّن بذلك قدرته على منافعهم ومضارهم. وبيَّن انه لم يفعل ذلك، لانه يوجب زوال التكليف عنهم والله تعالى اراد بالتكليف تعريضهم للثواب الذي لا يحسن الابتداء به، ولو كان الامر على ما قالته المجبرة من ان الله تعالى شاء منهم الكفر لكانت الحجة للكفار على الله من حيث فعلوا ما شاء الله، وكان يجب ان يكونوا بذلك مطيعين له ولا تكون الحجة عليهم من حيث انه خلق فيهم الكفر وأراد منهم الكفر، فأي حجة مع ذلك.