خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
٤٨
-الأعراف

التبيان الجامع لعلوم القرآن

قوله { ونادى أصحاب الأعراف } معناه سينادي، وانما جاز ان يذكر الماضي بمعنى المستقبل، لامرين:
احدهما - لتحقيق المعنى كأنه قد كان.
والثاني - على وجه الحكاية والحذف. التقدير اذا كان يوم القيامة { نادى أصحاب الأعراف }.
ونادى معناه دعا، غير ان في { نادى } معنى امتداد الصوت ورفعه، لانه مشتق من النداء يقال: صوت نداء أي يمتد وينصرف خلاف الواقف، وليس كذلك (دعا) لانه قد يكون بعلامة كالاشارة من غير صوت ولا كلام، ولكن اشارة تنبىء عن معنى يقال.
في هذه الآية اخبار وحكاية من الله تعالى ان اصحاب الاعراف ينادون قوما يعرفونهم من الكفار بسيماهم من سواد الوجوه وزرقة العين وضروب من تشويه الخلق يبينون به من اهل الجنة وغيرهم { ما أغنى عنكم جمعكم } معناه ما نفعكم ذلك. وقيل في معنى (الجمع) قولان: احدهما - جماعتكم التي استندتم اليها. الثاني - جمعكم الاموال والعدد في الدنيا.
قوله { وما كنتم تستكبرون } معناه ولا نفعكم تكبركم وتجبركم في دار الدنيا عن الانقياد لانبياء الله واتباع امره.