خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٩٥
-التوبة

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى عن هؤلاء الذين يعتذرون بالباطل إلى النبي والمؤمنين في تأخرهم عن الخروج معهم أنهم سيقسمون أيضا على ذلك للمؤمنين { إذا انقلبتم إليهم } يعني اذا رجعتم اليهم { لتعرضوا عنهم } اي لتصفحوا عنهم ولا توبخوهم ولا تعنفوهم. ثم أمر الله تعالى المؤمنين والنبي صلى الله عليه وآله أن يعرضوا عنهم اعراض المقت وبين { إنهم رجس } اي هم كالنتن في قبحه وهم انجاس ويقال: رجس نجس على الاتباع، وان { مأواهم } يعني مصيرهم ومآلهم ومستقرهم { جهنم جزاء } اي مكافاة على ما كانوا يكسبونه من المعاصي. والجزاء مقابلة العمل بما يقتضيه من خير او شر. قال احمد بن يحيى ثعلب: اللام في قوله { لتعرضوا عنهم } ليست لام غرض وانما معناه لاعراضكم، وانما علق - ها هنا - بذلك لئلا يتوهم أنه اذا رضي المؤمنون فقد رضي الله عنهم أيضاً فذكر ذلك ليزول هذه الالباس لأن المنافقين لم يحلفوا لهم لكي يعرضوا، ولكنهم حلفوا تبرئاً من النفاق ولاعراض المسلمين عنهم وأنشد:

سموت ولم تكن أهلا لتسمو ولكن المضيع قد يصاب

أراد ما كنت أهلا للسمو.