خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ ٱلْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ
٢
-يونس

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (2) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ } إنكار لتعجّبهم من أنّه عزّ وجلّ بعث بشراً رسُولاً كما سبق ذكره في سورة الأنعام أو من أنّه سبحانه بعث يتيماً غير ذي جاه ومال وبسطة وهذا من فرط حماقتهم وقصور نظرهم على الأمور العاجلة وجهلهم بحقيقة الوحي والنّبوّة { أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ } أي سابقةً وفضلاً سمّيت قدماً لأنّ السّبق بها كما سمّيت النّعمة يداً لأنّها باليد تعطى واضافتها إلى الصّدق لتحقِّقها والتنبيه على أنهّم ينالونها بصدق القول والنّية.
في المجمع عن الصادق عليه السلام أن معنى قدم صدق شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الكافي والعياشي والقميّ عنه عليه السلام هو رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم.
أقول: وهذا يرجع إلى ذلك.
وفي الكافي والعياشي عنه عليه السلام بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
أقول: وهذا لأنّ الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمان { قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هذَا } يعنون الكتاب وما جاء به الرّسول { لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } وقرئ لساحر على أنّ الإِشارة إلى الرّسول وفيه اعتراف بأنّهم صادفوا منه أموراً خارقة للعادة معجزة إيّاهم عن المعارضة.