خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ
٤٣
إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٤٤
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ
٤٥
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
٤٦
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
٤٧
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٤٨
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ
٤٩
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ
٥٠
-يونس

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (43) وَمِنْهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } ويعاينون دلالات نبوّتك ولكن لا يصدّقون { أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ } تقدر على هدايتهم { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرونَ } وان انضمّ الى عدم البصر عدم البصيرة فانّ المقصود من الإِبصار هو الإِعتبار والإِستبصار والعمدة في ذلك البصيرة ولذلك يحدس الأعمى المستبصر ويتفطّن ما لا يدركه البصير الأحمق والآية مؤكّدة للأمر بالتبرّي والإِعراض عنهم.
{ (44) إنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً } لا ينقصهم شيئاً ممّا يتصل بمصالحهم من الحواسّ والعقول { وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بافسادها وتفويت منافعها عليهم.
في الكافي عن الباقر عليه السلام انّ الله الحليم العليم إنّما غَضَبُه على من لم يقبل منه رضاه وإنّما يمنع من لم يقبل منه عطاءه وانّما يضلّ من لم يقبل منه هداه الحديث.
{ (45) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } وقرئ بالياءِ { كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ } يستقصرون مدّة لبثهم في الدنيا أو القبور لهول ما يرون { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يعرف بعضهم بعضاً كأنّهم لم يتفارقوا إلا قليلاً قيل إنّ ذلك عند خروجهم من القبور ثم ينقطِع التعارف لشدّة الأمر عليهِم { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ اللهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }.
{ (46) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب في حياتِكَ كما أراه يوم بدر.
والقمّي من الرّجعة وقيام القائم عليه السلام { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل أن نريك { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } فنريكه في الآخرة { ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى مَا يَفْعَلُونَ } مجازٍ عليه ذكر الشّهادة وأراد مقتضاها ولذلك رتّبها على الرّجوع بثمّ أو المراد يشهد على أفعالهم يوم القيامة.
{ (47) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ } بالبيّنات فكذّبوه أو يوم القيامة ليشهد عليهم { قضيَ بَيْنَهُم } بين الرّسُول ومكذّبيهِ { بِالْقِسْطِ } بالعدل فَأنجى الرسُول وعَذَّبَ المكذّبين { وَهُمْ لاَ يُظْلََمُونَ }.
العياشي عن الباقر عليه السلام تفسيرها في الباطن لكلّ قرن من هذه الأمّة رسولاً من آل محمد صلوات الله عليهم يخرج إلى القرآن الذي هو إليهم رسول وهم الأولياء وهم الرّسل وأمّا قوله فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط فانّ معناه أنّ رسل الله يقضون بِالقسطِ وهم لا يظلمون.
{ (48) وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْوَعْدُ } استعجال لما وعدوا من العذاب أو استبعاد له { إن كُنتُمْ صَادِقِينَ } شاركوا النّبيّ والمؤمنين في الخطاب.
{ (49) قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } فكيف أملك لكم الضّرّ { إلاَّ مَا شَآءَ اللهُ } أن أملكه أو ما شاء وقوعه فيقع { لِكُلِّ أُمَّةٍ أجَلٌ } لهلاكهم { إذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } إذا جاء ذلك الأجل انجز وعدكم.
العياشي عن الصادق عليه السلام هو الذي سمِّي لملك الموت في ليلة القدر.
{ (50) قُلْ أرَأَيْتُمْ } اخبروني { إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ } الذي تستعجلونه { بَيَاتاً } وقت بيات واشتغال بالنّوم { أَوْ نَهَاراً } حين كنتم مشتغلين بطلب معاشكم { مَّاذَا يَسْتَعْجِلَُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ } أيّ شيء من العذاب يستعجلونه وليس شيء منه يوجب الإِستعجال وضع المجرمون موضع الضّمير للدلالة على أنّهم لجرمهم ينبغي أن يفزعوا لمجيء الوعيد لا أن يستعجلوه.
القميّ عن الباقر عليه السلام هذا عذاب ينزل في آخر الزّمان على فسقة أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم.
وفي المجمع عنه عليه السلام ما في معناه.