خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
٢٦
يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ
٢٧
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ
٢٨
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ
٢٩
-إبراهيم

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (26) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } قولٍ باطل ودعاء إلى ضلال وفسادٍ { كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل { اجْتُثَّتْ } استوصلت وأخذت جثته بالكليّة { مِن فَوْقِ الأَرْضِِ } لأنّ عروقها قريبة منها { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } استقرار.
في المجمع عن الباقر عليه السلام أنّ هذا مثل بني أميّة.
والقميّ عنه عليه السلام كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء وبنو أميّة لا يذكرون الله في مجلس ولا في مسجد ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلاّ قليل منهم.
{ (27) يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ } الذي ثبت بالحجة والبرهان عندهم وتمكن في قلوبهم واطمأنّت إليه أَنْفُسُهمْ { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ولا يزالون إذا افتتنوا في دينهم { وَفِي الآخِرَةِ } فلا يتلعثمون إذا سئلوا عن معتقدهم { وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمينَ } الذين ظلمُوا أنفسهم بالجحود والاقتصار على التقليد فلا يهتدون إلى الحق ولا يثبتون في مواقف الفتن.
في التوحيد عن الصادق عليه السلام يعني يضلّهم يوم القيامة عن دار كرامته كما يأتي في سورة الكهف عند قوله تعالى ومن يضلل الله فلن تجد له وليّاً مرشداً { وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ } من تثبيت المؤمنين وخذلان الظالمين.
في الفقيه والعياشي عن الصادق عليه السلام إنَّ الشَّيطان ليأتي الرجل من أوليائنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضلّه عمّا هو عليه فيأبى الله عزّ وجلّ له ذلك وذلك قول الله عزّ وجلّ يثّبت الله الّذينَ آمنوا الآية.
وفي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث سؤال القبر فيقولان له من ربّك وما دينك وما نبيّك فيقول الله ربّي وديني الإِسلام ونبيي محمد صلىَّ الله عليه وآله وسلم فيقولان ثبّتك الله فيما يحبّ ويرضى وهو قول الله يثبّت الله الّذينَ آمنوا الآية.
وعن الصادق عليه السلام في سؤال القبر وان كان كافراً إلى أن قال ويسلّط الله عليه في قبره الحيّات تنهشه نهشاً والشّيطان يغمّه غمّاً قال ويسمع عذابه من خلق الله إلاّ الجنّ والإِنس وأنّه ليسمع خفق نعالهم ونفض أيديهم وهو قول الله عزّ وجلّ يثبّت الله إلى قوله ويفعل الله ما يشاء.
والعياشي والقميّ ما يقرب من الحديثين.
{ (28) ألَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ } دار الهلاك بحملهم على الكفر.
{ (29) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ } وبئس المقرّ جهنّم.
في الكافي عن الباقر عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال ما يقولون في ذلك قيل يقولون هما الأفجران من قريش بنو أميّة وبنو المغيرة فقال هي والله قريش قاطبة إنَّ الله تعالى خاطب به نبيّه فقال إنّي فضّلت قريشاً على العرب وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولي فبدّلوا نعمتي كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار.
وعن الصادق عليه السلام عني بها قريشاً قاطبة الّذين عادوا رسول الله ونصبُوا له الحرب وجحدوا وصيّه.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّهم كفّار قريش كذّبوا نبيّهم ونَصَبُوا له الحرب والعداوة.
قال وسأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الآية فقال هما الأفجران من قريش وبنو أميّة وبنو المغيرة وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حين وأمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر.
والقميّ عن الصادق عليه السلام نزلت في الأفجرين من قريش بنو المغيرة وبنو أميّة فأمّا بنو المغيرة فقطع الله دابرهم وأمّا بنو أميّة فمتّعوا إلى حين ثم قال ونحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز.
وفي الكافي والقميّ عن أمير المؤمنين عليه السلام ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم وعدلوا عن وصيّه ولا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية ثم قال نحن النّعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة.
والعياشي عنه عليه السلام آخر الحديث وشطراً ممّا سبق.