خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ
٤٩
سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ
٥٠
لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
٥١
هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٥٢
-إبراهيم

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (49) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ }.
القميّ قال مقيّدينَ بعضهم إلى بعض قيل ولعلّه بحسب مشاركتهم في العقائد والأخلاق والأعمال.
{ (50) سَرَابِيلُهُم } قمصانهم { مِّن قَطِرَانٍ } وهو ما يطلى به الإِبل الجربى فيحرق الجرب والجلد وهو أسود منتن تشتعل فيهِ النّار بسرعة وقرىء من { قِطْرانٍ } والقطر النّحاس والصُّفر المذاب والآني المتناهي حرّه { وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ } خصّ الوجوه لأنّ الوجه أعّز موضع في ظاهر البدن وأشرفة كالقلب في باطنه ولذلك قال تطلع على الافئدة ولأنّهم لم يتوجّهوا بها إلى الحق ولم يستعملوا في تدبّره مشاعرهم وحواسّهم التي خلقت لأجله كما تطلع على أفئدتهم لأنّها فارغة عن المعرفة مملوّة بالجهالات.
القميّ عن الباقر عليه السلام سربيلهم من قطران قال هو الصّفر الحارّ الذائب يقول الله انتهى حرّه وتغشى وجوههم النار سربلوا ذلك الصّفر فتغشى وجوههم النّار.
وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم
"قال جبرئيل لو أنّ سربالاً من سرابيل أهل النّار علّق بين السماءِ والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه" .
وفي نهج البلاغة وألبسهم سرابيل القطران ومقطّعات النيران في عذاب قد اشتدّ حره وباب قد أطبق على أهله.
{ (51) لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ } أي يفعل بهم ذلك ليجزي كل نفسٍ { مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } لأنه لا يشغله حساب عن حساب وقد سبق بيانه في سورة البقرة.
{ (52) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ } كفاية لهم في الموعظة لينصحُوا { وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ } بالنظر والتدبّر فيه { وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } أولوا العقول والنهى.
والقميّ هذا بلاغ للناس يعني محمّداً صلىَّ الله عليه وآله وسلم.
في ثواب الأعمال والعياشي عن الصادق عليه السلام من قرأ سورة إبراهيم عليه السلام والحجر في ركعتين جميعاً في كلّ جمعة لم يصبه فقر أبداً ولا جنون ولا بلوى إن شاءَ اللهُ.