خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
١٩
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ
٢٠
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢١
وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ
٢٢
وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ ٱلْوَارِثُونَ
٢٣
-الحجر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (19) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } بسطناها { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } جبالاً ثوابتَ { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } مقدر.
القميّ لكلّ ضرب من الحيوان قدّرنا شيئاً موزوناً.
وعن الباقر عليه السلام في هذه الآية أنّ الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضّة والجوهر والصّفر والنّحاس والحديد والرّصاص والكحل والزّرنيخ وأشباه ذلك لا تباع إلاّ وزناً.
{ (20) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } تعيشون من المطاعم والملابس { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } وجعلنا لكم من لستم له برازقين من العيال والخدم والمماليك والحيوانات وسائر ما تحسبون أنّكم ترزقونه حسباناً كاذباً فانّ الله يرزقكم وايّاهم.
{ (21) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } قيل الخزائن عبارة عن القدرة على ايجاده.
القميّ قال الخزانة الماء الذي ينزل من السماءِ فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدّر الله له من الغذاءِ.
أقول: الأول كلام من خلا عن التحصيل والثاني تمثيل للتقريب مِنْ أَفهام الجمهُور وتفسير في الظاهر وأمّا في الباطن والتأويل فالخزائن عبارة عمّا كتبه القلم الأعلى أوّلاً على الوَجه الكليّ في لوح القضاء المحفوظ عن التبديلِ الذي منه يجري ثانياً عَلى الوَجه الجزئي في لوح القدر الذي فيه المحو والاثبات مدرجاً على التنزيل فإلى الأول أشير بقوله وان من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنه وبقوله وعنده أمّ الكتاب والى الثاني بقوله وما ننزله الا بقدر معلوم ومنه ينزل ويظهر في عالم الشهادة.
وعن السّجّاد عليه السلام أنّ في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر قال وهذا تأويل قوله وان من شيء الآية أراد به ما ذكرناه وتمام تحقيق هذا المقام يطلب من كتابنا المسمّى بعلم اليقين فانّه كاف في بيانه.
{ (22) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ }.
القميّ قال التي تلقح الأشجار.
والعياشي عن أمر المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم
"لا تسبّوا الريح فانّها بُشر وانّها نذر وانّها لواقح فاسألوا الله من خيرها وتعوّذوا به من شرّها" { فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } نفى عنهم ما أثبته لنفسه في قوله وان من شيء إلاّ عندنا خزائنه أي نحن الخازنون للماءِ القادرون على خلقه في السماءِ وانزاله منها ولا تقدرون على ذلك.
{ (23) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ }.
القميّ أي نرث الأرض ومن عليها.