خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
٣٠
إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ
٣١
قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ
٣٢
قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٣٣
قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
٣٤
وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ
٣٥
قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
٣٦
قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ
٣٧
إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ
٣٨
قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
٣٩
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ
٤٠
قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ
٤١
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ
٤٢
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ
٤٣
-الحجر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (30) فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }.
{ (31) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }.
{ (32) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }.
{ (33) قَالَ لَمْ أَكُن لأَِسْجُدَ } لا يصحّ منّي وينافي حالي وأنا ملك روحانيّ أن أسجد { لِبَشَرٍ } جسماني كثيف { خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } وهو أخسّ العناصر وخلقتني من نارٍ وهي أشرفها غّرته الحميّة وغلبت عليه الشقوة وتعّزز بخلقة النّار واستوهن خلق الصلصال وقد سبق جوابه في سورة الأعراف مع كلمات أخر.
{ (34) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا } من المنزلة التي أنت عليها في السّماءِ وزمرة الملائكة { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } مطرود من الخير والكرامة وقد سبق في معنى الرّجيم حديث في الإستعاذة.
{ (35) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إلى يَوْمِ الدِّينِ } فانّه منتهى أمد اللّعن.
{ (36) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي } فأَمهلني { إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }أراد أن يجد فسحَة في الإغواءِ ونجاة من الموت وقد سبق في سببه حديث في سورة الأعراف.
{ (37) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ }.
{ (38) إلَى يَوْمِ الْوَقْتِ المَعْلُومِ }.
في العِلل عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عنه فقال يوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية.
والعياشي عنه عليه السلام أنّه سئل عنه فقال أتحسب أنّه يوم يبعث فيه الناس أنّ الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول يا ويله من هذَا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك يوم الوقت المعلوم.
والقميّ عنه عليه السلام قال يوم الوقت المعلوم يوم يذبحه رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم على الصخرة التي في بيتِ المقدس.
أقول: يعني عند الرّجعة.
{ (39) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي } بسبب اغوائكَ ايّاي وهو تكليفه إيّاه بما وقع في الغيِّ { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ } المعاصِيَ { فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }.
{ (40) إلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }
الذين أخلصتهم لطاعتك وطهّرتهم من الشوائب فلا يعمل فيهم كيدي وقرئ بكسر اللام أي الذين أخلصوا نفوسهم لك.
{ (41) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ } أي هذا طريق حقّ عليّ أن أراعيه { مُسْتَقِيمٌ } لا انحراف عنه وهو أن لا يكون لك سلطان على عبادي المخلصين وقرىءَ عليّ على وزن فعيل بالرّفع.
ونسبها في المجمع إلى الصادق عليه السلام ويفسرّ بعلوّ الشرف.
وفي الكافي عنه عليه السلام هذا صراط عليّ مستقيم هذا يحتمل الاضافة أيضاً.
والعياشي عن السّجّاد عليه السلام هو أمير المؤمنين عليه السلام.
{ (42) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ } بيان لما أجمله العياشي عن النّبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم أنّه سئل عن تفسيره
"فقال قال الله إِنّك لا تملك أن تدخلهم جنّة ولا ناراً" .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام والله ما أراد بهذا إلاّ الأئمّة وشيعتهم.
والعياشي عنه عليه السلام ما في معناه.
{ (43) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } لموعد الغاوين المتّبعين.
القميّ عن الباقر عليه السلام وقوفهم على الصراط.