خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ
١٢٦
وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ
١٢٧
إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ
١٢٨
-النحل

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (126) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ }.
القمّي وذلك أنّ المشركين يوم أُحد مَثّلوا بأصحاب النّبيّ صَلىَّ الله عليه وآله وسلم الذينَ استشهدوا فيهم حمزة فقالَ المسلمُون أما والله لئن أدالنا الله عليهم لنمثلنَّ بأخيارهِم فذلك قول الله تعالى وان عاقبتم فعاقبوا بمثلِ ما عُوقبتم به يعني بالاموات.
"وعن النّبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم أنّه قال يوم أُحد من له علم بعمّي حمزة فقال الحارث بن الصّمت أنا أعرف موضعه فجاءَ حتّى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم فيخبره فقال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام اطلب يا عليّ عمّك فجاء عليّ عليه السلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع إليه فجاءَ رسُول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم حتّى وقف عليه فلمّا رأى ما فعل به بكى ثمّ قال ما وقفتُ موقفاً قطّ أغيظ عليّ من هذا المكان لئن أمكنَني الله من قريش لأمثّلنّ سبعين رجلاً منهم فنزل عليه جبرئيل فقال وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم ولئن صبرتم لهو خير للصّابرينَ واصبر فقال رسول الله صلىَّ اللهُ عليه وآله وسلم بل اصبر" .
والعياشي عن الصادق عليه السلام "لمّا رأى رسُول اللهِ صلىَّ الله عليه وآله وسلم ما صنع بحمزة بن عبد المطلب قال اللّهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان على ما أرى ثمّ قال لئن ظفرت لأمثّلنّ قال فأنزل الله وان عاقبتم الآية فقال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم اصبر اصبر" .
{ (127) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إلاَّ بِاللهِ } إلاّ بتوفيقِه وتثبيته { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } على أصحابكَ وما فعل بهم فانّ الله نقله إلى دار كرامته { وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } في ضيق صدر من مكرهم وقرىء بكسرِ الضّادِ.
{ (128) إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا } الشرك والمعاصي { وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } في اعمالهم في ثوابِ الاعمال، والعياشي عن الباقر عليه السلام من قرأ سورة النّحل في كلّ شهرٍ كفي المغرم في الدنيا وسبعين نوعاً من انواعِ البلاءِ اهونه الجنون والجذام والبَرَص وكان مسكنه في جنّة عدْن وهي وسط الجنان اللّهم ارزقنا بحق محمد وآله.