خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً
٨٠
وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً
٨١
وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً
٨٢
وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَئُوساً
٨٣
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً
٨٤
-الإسراء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (80) وَقُل رَّبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً } حجة تنصرني.
القمّي نزلت يوم فتح مكّة لمّا أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم دخولها أنزل الله قل يا محمّد أدخلني مدخل صدق الآية وقيل أي ادخلني في جميع ما أرسلتني به ادخالاً مرضيّاً وأخرجني اخراجاً مرضيّاً يحمد عاقبته.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام أنّه سئل هل للشّكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكراً قال نعم قيل ما هو قال يحمد الله على كلّ نعمة عليه في أهل ومال وان كان فيما أنعم عليه في ماله حقّ أدّاه ومنه قوله تعالى سبحان الذي سخّر لنا هذا الآية وقوله ربّ أنزلني منزلاً مباركاً الآية وقوله ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صِدقٍ الآية.
وفي المحاسن عنه عليه السلام إذا دخلت مدخلاً تخافه فاقرأ هذه الآية ربّ أدخلني مدخل صدق الآية وإذا عاينت الذي تخافه فاقرأ آية الكرسي.
{ (81) وَقُلْ جَآءَ الْحَقُ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ } جاء الاسلام وذهبَ الشّرك { إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } مضمحلاًّ.
في الأمالي عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام دخل رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة والأصنام حول الكعبة وكانت ثلثمائة وستّين صنماً فَجَعَلَ يطعنها بمخصرة في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً وما يبدىء الباطل وما يعيد فجعلت تنكبّ لوجهها.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل.
وفي الخرايج عن حكيمة لمّا ولد القائم كان نظيفاً مفروغاً منه وعلى ذراعه الأيمن مكتوب جاء الحقّ الآية.
{ (82) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } في معانية شفاء الأرواح وفي الفاظه شفاء الأبدان { وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلاَّ خَسَاراً } لتكذيبهم وكفرهم به.
العياشي عن الصادق عليه السلام في حديث مرّ صدره في سورة النحل إنّما الشفاء في علم القرآن لقوله وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لأهله لا شكّ فيه ولا مرية وأهله أئمّة الهدى الذين قال الله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا.
وعن الباقر عليه السلام نزل جبرئيل عليه السلام على محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم ولا يزيد الظالمين آل محمد حقّهم إلاّ خساراً في طبّ الأئمّة عن الصادق عليه السلام ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاية قطّ وقال باخلاص نيّة ومسح موضع العلّة وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خساراً إلاّ عوفي من تلك العلّة أيّة علّة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول شفاء ورحمة للمؤمنين.
وعنه عَليه السلام لا بأس بالرّقية والعوذة والنّشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شيء أبلغ من هذه الأشياء من القرآن أليس الله يقول وننزّل مِن القرآن من هو شفاء ورحمة للمؤمنين.
{ (83) وَإذَا أنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ } بالصحة والسّعة { أعْرَضَ } عن ذكر الله { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } لوّى عطفه وبعد بنفسه عنه كأنّه مستغن مستبدّ بأمره { وَإذَا مَسَّهُ الشَّرُّ } من مرض أو فقر { كَانَ يَؤُساً } شديد اليأس من روح الله.
{ (84) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شَاكِلَتِهِ } على ما تشاكل حاله في الهدى والضّلالة { فَرَبُّكُمْ أعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهْدَى سَبِيلاً }.
في الكافي عن الصادق عليه السلام النيّة أفضل من العمل ألا وانّ النعمة هي العمل ثم تلا قل كلّ يعمل على شاكلته يعني على نيّته.
وفيه والعياشي عنه عليه السلام إنّما خلّد أهل النار في النّار لأنّ نّياتهم كانت في الدنيا أن لو خلّدوا فيها أن يعصُوا الله أبداً وإنّما خلّد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نّياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً فبالنيّات خلّد هؤلاءِ وهؤلاءِ ثمّ تلا قل كلّ يعمل على شاكلته.
وفي الفقيه والتهذيب والعياشي عنه عليه السلام أنّه سئل عن الصلاة في البيع والكنايس فقال صلّ فيها قلت أصليّ فيها وان كانوا يصلّون فيها قال نعم أما تقرأ القرآن قل كلّ يعمل على شاكلتِهِ فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً صلّ إلى القبلة ودعهم.