خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً
٨٥
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً
٨٦
إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً
٨٧
قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
٨٨
-الإسراء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (85) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمْرِ رَبِّي }.
في الكافي والقمّي عن الصادق عَليه السلام أنّه سُئل عن هذه الآية فقال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم وهو مع الأئمّة عليهم السلام وهُو من الملكوت.
والعياشي عنه عليه السلام أنّه سئل عنها فقال خلق عظيم أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم ومع الأئمّة يسدّدهم وليس كلّما طلب وجده وعنهما عليهما السلام في هذه الآية إنّما الرّوح خلق من خلقه له بصر وقوّة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل وعن أحدهما عليهما السلام في هذه الآية سئل ما الرّوح قال التي في الدوابّ والناس قيل وما هي قال هي من الملكوت من القدرة.
أقولُ: قد سبق تمام الكلام في معنى الروح في سورة الحجر فلا نعيده وما ذكر في الأخبار إِخبار عمّا يتميّز به عن غيره وما أبهم في الآية حقيقته فلا منافاة { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إلاَّ قَلِيلاً }.
القمّي أنّ اليَهود سألوا رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم عن الرّوح فقال الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العِلم إلاّ قليلاً قالوا نحن خاصّة قال بل النّاس عامّة قالوا فيكف يجتمع هذان يا محمّد تزعم أنّك لم تؤت من العلم إلاّ قليلاً وقد أوتيت القرآن وأوتينَا التوراة وقد قرأت ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً فأنزل الله ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله يقول علم الله أكثر من ذلك وما أوتيتم كثير فيكم قليل عن الله.
والعياشي عن الباقر عليه السلام في قول الله وما أوتيتم من العِلمِ إلاّ قليلاً قال تفسيرها في الباطن أنّه لم يؤت العلم إلاّ أناس يسير فقال وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً منكم.
وفي التوحيد عن الصادق عليه السلام في حديث قال ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائِد العلم فوصفوا ربّهم بأدنى الأمثال وشبّهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال ومَا أوتيتم من العِلمِ إلاّ قليلاً فليس له شبه ولا مثل ولا عدل.
{ (86) وَلَئِن شِئِنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أوْحَيْنَا إلَيْكَ } ذهبنا بالقرآن ومحونا عن المصاحف والصُّدور { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } من يتوكّل علينا باسترداده واعادته محفوظاً مستوراً.
{ (87) إلاَّ رَحْمَةً مِّن رَبِّكَ } إلاّ أن يرحمك ربّك فيردّه عليك { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً }.
{ (88) قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ } في البلاغة وحسن النظم وجزالة المعنى { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } وفيهِم العرباء وأرباب البيان وأهل التّحقيق { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } ولو تظاهروا على الاتيان به.
في العيون عن أمير المؤمنين عَليه السلام أنّ الله تعالى نّزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال قل لئن اجتمعت الآية.
وفي الخرايج في اعلام الصادق عليه السلام أنّ ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدّهريّة اتفقوا على أن يعارض كلّ واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكّة وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضتِهِ في العام القابل فلّما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم عليه السلام قال أحدهم إنّي لمّا رأيت قوله يا أرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ آقْلعِي وَغيضَ الْماءُ كففت عن المعارضة وقال الآخر وكذا أنا لمّا وجدت قوله فلما استيأسوا منه خلصوا نجيّاً أيست عن المعارضة وكانوا يسترون ذلك إذ مرّ عليهم الصادق عليه السلام فالتفت إليِهِم وقرأ عليهم قل لئن اجتمعت الانسُ والجنّ الآية فَبُهِتُوا.