خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً
٢٣
إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً
٢٤
وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً
٢٥
قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً
٢٦
-الكهف

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (23) وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ } تعزم عليه { إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً }.
{ (24) إِلاّ أَن يَشاءَ اللهُ } الاّ متلبّساً بمشيّته قائلاً ان شاء الله تعالى { وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } يعني اذا نسيت الاستثناء فاستثن اذا ذكرت.
وفي الجوامع عن الصادق عليه السلام ما لم ينقطع الكلام.
وفي الكافي عنه عليه السلام انّه سئل عن قوله تعالى واذكر ربّك اذا نسيت قال ذلك في اليمين اذا قلت والله لا افعل كذا وكذا فاذا ذكرت انّك لم تستثن فقل ان شآء الله.
والعيّاشي عنه عليه السلام ما في معناه في عدّة روايات
وفي الكافي والعيّاشي عنه عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد اربعين صباحاً ثم تلا هذه الآية.
وفي الفقيه عن الصّادق عليه السلام للعبدان يستثني ما بينه وبين أربعين يوماً اذا نسي انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله اتاه ناس من اليهود فسألوه عن اشياء فقال لهم تعالوا غداً احدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيل عنه اربعين يوماً ثم اتاه فقال ولا تقولنّ لشيء الآية.
والعيّاشي عنه عن ابيه عن امير المؤمنين عليه السّلام مثله.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً انّ الله عزّ وجلّ لمّا قال لاِدم وزوجته لا تقربا هذه الشّجرة ولا تأكلا منها فقالا نعم يا ربّنا لا نقربها ولا نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما الله في ذلك الى انفسهما والى ذكرهما قال وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيّه في الكتاب ولا تقولنّ لشيءٍ انّي فاعل ذلك غداً الاّ ان يشاء الله ان لا افعله فتسبق مشيّة الله في ان لا افعله فلا اقدر على ان افعله فلذلك قال الله عزّ وجلّ واذكر ربّك اذا نسيت اي استثن مشيّة الله في فعلك.
والعيّاشي عنه عليه السلام قال قال الله عزّ وجلّ ولا تقولنّ الى آخر الحديث كما ذكر في الكافي
وعنه عليه السّلام انّ آدم لمّا اسكنه الله الجنّة فقال له يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال نعم ولم يستثن فأمر الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وآله فقال ولا تقولنّ لشيء انّي فاعل الى قوله اذا نسيت ولو بَعد سنة.
قال في المجمع الوجه فيه انّه اذا استثنى بعد النسيان فانه يحصل له ثواب المستثنى من غير ان يؤثّر الاستثناء بعد انفصال الكلام وابطال الحنث وسقوط الكفّارة في اليمين.
وفي الكافي عن الصّادق عليه السلام انّه امر بكتاب في حاجة فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء فقال كيف رجوتم ان يتمّ هذا وليس فيه استثناء انظروا كلّ موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه وفي التهذيب ما يقرب منه وزاد ثمّ دعا بالدّوات فقال الحق فيه ان شاء الله فألحق فيه في كلّ موضع ان شاء الله { وَقُلْ عَسَى إِن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَِقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً } قيل اي يهديني لشيء آخر بدل هذا المنسي اقرب منه رشدا وادنى خيراً ومنفعة اولما هو اظهر دلالة على انّي نبيء من نبأ اصحاب الكهف.
{ (25) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ } وقرء بالاضافة { وَازْدَادُوا تِسْعاً } اي ثلاثمائة وتسعاً.
{ (26) قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا } بمدّة لبثهم من الّذين اختلفوا فيها (فيهم خ ل) من اهل الكتاب والحق ما اخبر الله به وهو ما ذكر في المجمع روي انّ يهوديّاً سأل عليّ بي ابي طالب عليه السلام عن مدّة لبثهم فاخبر بما في القرآن فقال انا نجد في كتابنا ثلاثمائة فقال عليّ عليه السلام ذلك بسني الشمس وهذا بسني القمر.
والقمّي عطف على الخبر الأوّل الذي حكى عنهم انّهم يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم فقال ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً وهو حكاية عنهم ولفظه خبر والدّليل على انّه حكاية عنهم قوله قل الله اعلم بما لبثوا { لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } يختص بعلمه { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } فما ابصره لو اسمعه ذكر بصيغة التعجّب للدّلالة على انّ امره في الادراك خارج عن جدّ ما عليه ادراك كلّ مبصر وسامع اذ لا يحجبه شيء ولا يتفاوت دونه لطيف وكثيف وصغير وكبير وخفيّ وجليّ { مَا لَهُم } ما لأهل السّماوات والأرض { مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ } يتولّى امورهم { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ } في قضائِه { أَحَداً } منهم وقرىء بالتاء والجزم.