خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً
٨٣
-الكهف

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (83) وَيَسْئَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُم مِنْهُ ذِكْراً }
في قرب الاسناد عن الكاظم عليه السّلام انّ نفراً من اليهود اتوا النّبي صلّى الله عليه وآله فقالوا لأبي الحسن عليه السّلام جدّي استأذن لنا علي ابن عمّك نسأله قال فدخل عليّ فأعمله فقال ما تريدون منّي فانّي عبد من عبيد الله لا اعلم الاّ ما علّمني ربّي ثم قال ائذن لهم فدخلوا فقال اتسألوني عمّا جئتم له ام انبّئكم قالوا نبّئنا قال قد جئتم تسألوني عن ذي القرنين قالوا نعم قال كان غلاماً من اهل الرّوم ثم ملك واتى مطلع الشمس ومغربها ثمّ بنى السدّ فيها قالوا نشهد انّ هذا كذا وكذا.
والقمّي لمّا اخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله بخبر موسى (ع) وفتاه والخضر قالوا فأخبرنا عن طائف طاف المشرق والمغرب مَن هُو وما قصّته فأنزل الله.
وعن امير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عن ذي القرنين اَنبيّاً كان ام ملكاً فقال لا نبيّاً ولا ملكاً بل عبداً احبّ الله فأحبّه الله ونصح لله فنصح له وبعثه الى قومة فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله ان يغيب ثم بعثه الثانية فضربوه على قرنه الايسر فغاب عنهم ما شاء الله ثم بعثه الثالثة فمكّن الله له في الارض وفيكم مثله يعني نفسه.
وعن الصّادق عليه السّلام انّ ذا القرنين بعثه الله الى قومه فضُرب على قرنه الأيمن فأماته الله خمس مئة عام ثمّ بعثه الله اليهم بعد ذلك فضرب على قرنه الايسر فأماته الله خمسمئة عام ثم بعثه اليهم بَعد ذلك فملكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس الى حيث تغرب وهو قوله { حتّى إِذا بَلَغَ مَغْربَ الشَّمس } الآية.
والعيّاشي عن أمير المؤمنين عليه السلام انّ ذا القرنين لم يكن نبيّاً ولا رسولاً وكان عبداً احبّ الله فأحبّه وناصح لله فنصحه دَعا قومه فضربوه على احد قرنيه فقتلوه ثمّ بعثه الله فضريوه على قرنه الآخر فقتلوه.
وفي رواية اخرى انه سئل عنه عليه السّلام أملكاً كان أم نبيّاً وعن قرنيه أذهباً كان ام فضّة فقال انّه لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ولم يكن قرناه ذهباً ولا فضّة ولكنّه الحديث كما ذكر.
وفي الاكمال عن الباقر عليه السلام انّ ذا القرنين لم يكن نبيّاً ولكنّه كان عبداً صالحاً احبّ الله فأحبّه ونصح لله فنصحه الله وانّما سمّي ذا القرنين لأنّه دعا قومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حيناً ثمّ عاد اليهم فضرب على قرنه الآخر وفيكم مثله.
والعيّاشي ما يقرب منه وعَنه عليه السّلام انّ الله لم يبعث أنبياء ملوكاً في الارض الاّ اربعة بعد نوح اوّلهم ذو القرنين واسمه عيّاش وداود وسليمان ويُوسف فامّا عياش فملك ما بين المشرق والمغرب وامّا داود فملك ما بين الشامات الى بلاد اصطخر وكذلك كان ملك سليمان (ع) وامّا يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها الى غيرها.
وفي الخصال مرفوعاً ملك الارض كلّها اربعة مؤمنان وكافران فأمّا المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وامّا الكافران فنمرود وبخت النّصر واسم ذي القرنين عبد الله بن ضحّاك.
والعيّاشي عن امير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عن ذي القرنين فقال كان عبداً صالحاً واسمه عياش اختاره الله وابتعثه الى قرن من القرون الاولى في ناحية المغرب وذلك بَعد طوفان نوح (ع) فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها ثم احياه الله بعد مئة عام ثمّ بعثه الى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق فكذّبوه وضربوه ضربة على قرن رأسه الأيسر فمات منها ثمّ احياه الله بعد مئة عام وعوّضه من الضربتين اللّتين على رأسه قرنين في موضع الضّربتين اجوفين وجعل عز ملكه وآية نبوّته في قرنيه ثم رفعه الله الى السماء الدنيا فكشط له عن الأرض كلّها جبالها وسهولها وفجاجها حتّى ابصر ما بين المشرق والمغرب وآتاه الله من كلّ شيء فعرف به الحق والباطل وايّده في قرنيه بكسف من السّماء فيه ظلمات ورعد وبرق ثم اهبط الى الارض واوحى اليه في ناحية غربي الأرض وشرقيها فقد طويت لك البلاد وذلّلت لك العباد فأرهبتهم منك فسار الى ناحية المغرب فكان اذا مرّ بقرية يزأر فيها كما يزأر الأسد المغضب فبعث من قرنه ظلمات فيه رعد وبرق وصواعق تهلك من ناواه وخالفه فلم يبلغ مغرب الشَّمس حتّى دان له اهل المشرق والمغرب قال وذلك قول الله إِنَّا مَكَنّا لهُ في الأَرض الآية.
وعن الباقر عليه السّلام انّ ذا القرنين خُيّر بين السّحاب الصّعب والسحاب الذّلول فاختار الذّلول فركب الذّلول فكان اذا انتهى الى قوم كان رسُول نفسه اليهم لكيلا يكذّب الرّسل.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عَن ذي القرنين فقال سخّر له السّحاب وقربت له الاسباب وبسط له في النّور فقيل له كيف بسط له في النّور فقال كان يضيء باللّيل كما يضيء بالنّهار.
وفي الاكمال والخرايج عنه عليه السّلام انّه سئل عن ذي القرنين كيف استطاع ان يبلغ المشرق والمغرب فقال سخّر الله له السحاب وتيسّر له الاسباب وبسط له النّور وكان اللّيل والنّهار عليه سواء وزاد في الخرايج وانّه رأى في المنام كأنّه دنا من الشمس حتّى اخذ بقرنها في شرقها وغربها فلمّا قصّ رُؤياه على قومه وعرّفهم سمّوه ذا القرنين فدعاهم الى الله فأسلموا الحديث.