خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ
١٩
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ
٢٠
قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلأُولَىٰ
٢١
وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ آيَةً أُخْرَىٰ
٢٢
لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ
٢٣
ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
٢٤
قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي
٢٥
وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي
٢٦
وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي
٢٧
يَفْقَهُواْ قَوْلِي
٢٨
وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي
٢٩
هَارُونَ أَخِي
٣٠
ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
٣١
وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي
٣٢
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً
٣٣
وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً
٣٤
إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً
٣٥
قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ
٣٦
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ
٣٧
إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ
٣٨
أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ
٣٩
-طه

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (19) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى }
{ (20) فَأَلقَاهَا فَإِذا هِيَ حَيّةٌ تَسْعَى }
{ (21) قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ }
القمّي عن الصادق عليه السلام ففزع منها موسى (ع) وعدا فناداه الله عزّ وجلّ خذها ولا تخف { سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولى } هيئتها وحالتها المتقدّمة من السير تجوز بها للطّريقة والهيئة.
{ (22) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَنَاحِكَ } تحت العضد { تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } من غير عاهة كنّى به عن البرص.
في طبّ الأئمّة عن الباقر عليه السّلام يعني من غير برص.
والقمّي عن الصادق عليه السلام اي من غير علّة وذلك انّ موسى (ع) كان شديد السّمرة فاخرج يده من جيبه فأضاءت له الدنيا { آيَةً أُخْرَى } معجزة ثانية.
{ (23) لِنُرِيكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى }
{ (24) إِذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ } بهاتين الآيتين وادعُه الى العبادة { إِنَّهُ طَغَى } عصى وتكبّر
{ (25) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }
{ (26) وَيَسِّر لِي أَمْرِي } لمّا امره الله بخطب عظيم سأله ان يشرح صدره ويفتح قلبه ليحمل اعباءهُ والصّبر على مشاقّه.
{ (27) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي }
{ (28) يَفْقَهُوا قَوْلِي } قيل كان في لسانه رتّة من جمرة ادخلها فاه.
القمّي عن الباقر عليه السلام وكان فرعون يقتل اولاد بني اسرائيل كلّما يولدون ويربّي موسى ويكرمه ولا يعلم انّ هلاكه على يديه ولمّا درج موسى كان يوماً عند فرعون فعطس فقال الحمد لله ربّ العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه ولطمه وقال ما هذا الذي تقول فوثب موسى (ع) على لحيته وكان طويل اللّحية فهبلها اي قلعها فآلمه الماً شديداً فهمّ فرعون بقتله فقالت له امرأته هذا غلام حدث لا يدري ما تقول فقال فرعون بلى يدري فقالت له ضع بين يديك تمراً وجمراً فان ميّز بين التمر والجمر فهو الّذي تقول فوضع بين يديه تمراً وجمراً وقال له كل فمدّ يده الى التمر فجاء جبرئيل فصرفها الى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى فقالت آسية لفرعون ألم اقل لك انّه لم يعقل فعفا عنه.
{ (29) وَاجْعَل لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي } { (30) هَارُونَ أَخِي } يعينني على ما كلّفتني به.
{ (31) أُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } قوّتي.
{ (32) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } وقرىء بلفظ الخبر على انّهما جواب الامر.
{ (33) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً }
{ (34) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } فانّ التّعاون يهيّج الرّغبات ويؤدّي الى تكاثر الخير وتزايده.
{ (35) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً } عالماً بأحوالنا وانّ التّعاون ممّا يصلحنا وانّ هارون نعم المعين لي فيما امرتني به.
{ (36) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى } اي مَسئولك.
{ (37) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى } انعمنا عليك في وقت آخر.
{ (38) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلى أُمِّكَ مَا يُوحَى } ما لم يعلم الاّ بالوحي.
{ (39) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ } والقذف يقال للالقاء والوضع { فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوُّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ } تكرير عدّو للمبالغة او لأنّ الأوّل باعتبار الواقع والثاني باعتبار المتوقّع { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً منِّي } اي محبّة كائنة منّي قد زرعتها في القلوب بحيث لا يكاد يصبر عنك من رآك { وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي } ولتربّى ويحسن اليك وانا راعيك وراغبك.