خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٢١
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ
٢٢
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٣
قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ
٢٤
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ
٢٥
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ
٢٦
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ
٢٧
قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
٢٨
قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ
٢٩
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ
٣٠
قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٣١
فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ
٣٢
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ
٣٣
قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
٣٤
يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
٣٥
-الشعراء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (21) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِى رَبِّى حُكْمًا } حكمة { وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ }
{ (22) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَّ أَنْ عَبَّدْتَّ بَنِى إِسْرَائِيلَ } اي وتلك التربية نعمة تمنّها عليّ بها ظاهراً وهي في الحقيقة تعبيدك بني اسرائيل وقصدهم بذبح ابنائهم فإنّه السبب في وقوعي اليك وحصولي في تربيتك ويحتمل تقدير همزة الانكار اي او تلك نعمة تمنّها عليّ وهي ان عبّدت.
{ (23) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } لمّا سمع جواب ما طعن به فيه ورأى أنّه لم يرعوِ بذلك شرع في الاعتراض على دعواه فبدء بالاستفسار عن حقيقة المرسل.
{ (24) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا }عرّفه باظهر خواصه وآثاره.
في الكافي عن امير المؤمنين عليه السلام في خطبة جوامع التّوحيد قال الذي سألت الأنبياء عنه فلم تصفه بحدّ ولا ببعض بل وصفته بفعاله ودلّت عليه بآياته { إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } علمتم ذلك.
{ (25) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } جوابه سألته عن حقيقته وهو يذكر افعاله.
القمّي في الحديث السابق قال وانّما سأله عن كيفيّة الله فقال موسى { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } فقال فرعون متعجّباً لأصحابه الا تستمعون اسأله عن الكيفيّة فيجيبني عن الحقّ.
أقولُ: يعني عن الثبوت.
{ (26) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ } عدل الى ما لا يشكّ في افتقاره الى مصوّر حكيم وخالق عليم ويكون اقرب الى الناظر واوضح عند المتأمّل.
{ (27) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } اسأله عن شيء ويجيبني عن آخر وسمّاه رسولاً على السّخرية.
{ (28) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا } تشاهدون كلّ يوم انّه يأتي بالشمس من المشرق ويذهب بها الى المغرب على وجه نافع ينتظم به امور الخلق { إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } ان كان لكم عقل علمتم ان لا جواب لكم فوق ذلك لاينهم اوّلاً ثم لمّا رأى شدّة شكيمتهم خاشنهم عارضهم بمثل مقالتهم.
{ (29) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهًا غَيْرِى لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } عدل إلى التهديد على المحاجّة بعد الإِنقطاع وهكذا ديدن المعاند المحجوج.
{ (30) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَىْءٍ مُّبِينٍ } اي اتفعل ذلك ولو جئتك بشيءٍ مُبين على صدق دعوايَ يعني المعجزة فانّها الجامعة بين الدّلالة على وجود الصانع وحكمته والدلالة على صدق مدّعي نبوّته.
{ (31) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ } { (32) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ } ظاهر الثعبانية.
في المجمع عن الباقر عليه السلام فالتقمت الايوان بلحييها فدعاه ان يا موسى اقلني الى غد ثم كان من امره ما كان.
{ (33) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } قال قد حال شعاعها بينه وبين وجهه.
والقمّي في الحديث السابق قال فألقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين فلم يبق احد من جلساء فرعون الاّ هرب ودخل فرعون من الرّعب ما لم يملك نفسه فقال فرعون يا موسى انشدك بالله وبالرضاع الاّ ما كففتها عنّي ثم نزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين فلمّا اخذ موسى العصا رجعت الى فرعون نفسه وهمّ بتصديقه فقام اليه هامان فقال له بينا انت اله تعبد اذ صرت تابعاً تعبد.
{ (34) قَالَ لِلْمَلأَ حَوْلَهُ إِنَّ هذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } فائق في علم السحر.
{ (35) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } بهره سلطان المعجزة حتّى حطّه عن دعوى الربوبيّة الى مؤامرة القوم وائتمارهم.