خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
٧٨
وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
٧٩
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
٨٠
وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
٨١
وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ
٨٢
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ
٨٣
وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ
٨٤
وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ
٨٥
وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ
٨٦
وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ
٨٧
يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ
٨٨
إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٩
وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
٩٠
وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ
٩١
وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ
٩٢
-الشعراء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (78) الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ } لأنّه يهدي كلّ مخلوق لما خلق له من امور المعاش والمعاد كما قال { { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } [السجده: 7] ثُمَّ هَدى هداية مدرجة من مبدء الإيجاد إلى منتهى أجله.
{ (79) وَالَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِين }
{ (80) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } إنّما لم ينسب المرض اليه لأنّ مقصوده تعديد النِّعم ولأنه في غالب الامر انما يحدث بتفريط الانسان من مطاعمه ومشاربه وفي اوامر الله ونواهيه كما قال سبحانه
{ { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30].
{ (81) وَالَّذِى يُمِيتُنِى } عدّ الموت من جملة النّعم واضافة الى اللهِ لأنّه لاهل الكمال وصلة الى نيل المحابّ التي يستحقر دونها الحياة الدنيوية وخلاص من انواع المحن والبليّة { ثُمَّ يُحْيِينِ } في الآخرة.
{ (82) وَالَّذِى أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدّينِ } ذكر ذلك هضماً لنفسه وتعليماً للاُمّة ان يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر وطلب لأن يغفر لهم ما يفرط منهم واستغفار لما عسى ان يندر منه من خلاف الاولى وحمل الخطيئة على كلماته الثلاث انّي سقيم بل فعله كبيرهم وقوله هي اختي لا وجه له لأنّها معاريض وليست بخطايا.
{ (83) رَبِّ هَبْ لِى حُكْمًا } كمالاً في العلم والعمل استعدّ به لخلافة الحقّ ورياسة الخلق { وَأَلْحِقْنِى بِالصّالِحِينَ } ووفّقني للكمال في العمل لانتظم به في عداد الكاملين في الصلاح.
{ (84) وَاجْعَلْ لِى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الآخِرِينَ } جاهاً وحسن صيت في الدنيا يبقى اثره الى يوم الدين ولذلك ما من امّة الاّ وهم محبّون له مثنون عليه.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام لسان صدق للمرء يجعله الله في الناس خير له من المال يأكله ويورثه أو المراد واجعل صادقاً من ذريتي يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه وهو محمّد وعليّ والأئمّة عليهم السلام من ذرّيتهما.
القمّي قال هو امير المؤمنين عليه السلام.
{ (85) وَاجْعَلْنِى مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ } في الآخرة وقد سبق معنى الوراثة فيها في سورة المؤمنين.
{ (86) وَاغْفِرْ لأَبِى } بالهداية والتوفيق للايمان { إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ } طريق الحق وانّما دعا له بالمغفرة لمّا وعده بأنّه سيؤمن كما قال الله تعالى
{ { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ } [التوبة: 114].
{ (87) وَلاَ تُخْزِنِى } بمعاتبتي على ما فرّطت من الخزي بمعنى الهوان او من الخزاية بمعنى الحياء { يَوْمَ يُبْعَثُونَ } الضّمير للعباد لأنّهم معلومون.
{ (88) يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ }
(89) إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } اي لا ينفعان احداً الاّ مخلصاً سليم القلب.
في المجمع عن الصادق عليه السلام قال هو القلب الذي سلم من حبّ الدّنيا وفي الكافي عنه عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال القلب السليم الذي يلقى ربّه وليس فيه احد سواه قال وكلّ قلب فيه شرك او شكّ فهو ساقط وانّما ارادوا بالزّهد في الدّنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.
وفي مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم لأنّ سلامة القلب من هواجس المذكورات تخلص النيّة لله في الامور كلها ثم تلا هذه الآية.
{ (90) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } بحيث يرونها من الموقف فيتبجّحون بانّهم المحشورون اليها.
{ (91) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } فيرونها مكشوفة ويتحسّرون على انّهم المسوقون اليها وفي اختلاف الفعلين ترجيح لجانب الوعد.
{ (92) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ }