خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
٨٨
مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
٨٩
وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٠
إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٩١
وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ
٩٢
وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
٩٣
-النمل

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (88) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ثابتة في مكانها { وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } في السرعة وذلك لأنّ اجرام الكبار اذا تحرّكت في سمت واحد لا تكاد تتبيّن حركتها { صُنْعَ اللهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ } احكم خلقه وسوّاه على ما ينبغي { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } عالم بظواهر الافعال وبواطنها فيجازيهم عليها وقرء بالتّاء.
{ (89) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعِ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } وقرء بالإضافة { (90) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النّارِ } فكبّوا فيها على وجوههم { هَلْ تُجْزَون إِلاّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } على ارادة القول القمّي قال الحسنة والله ولاية امير المؤمنين عليه السلام والسيئة والله اتباع اعدائه وفي الكافي عن الصادق عن ابيه عن امير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية قال الحسنة معرفة الولاية وحبّنا اهل البيت والسيئة انكار الولاية وبغضنا اهل البيت ثم قرء لآية وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى
{ { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } } [الشورى: 23] قال من تولّى الأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم واتّبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيّين والمؤمنين الأوّلين حتى يصل ولايتهم الى آدم (ع) وهو قول الله { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا } ندخله لجنّة وفي روضة الواعظين عنه عليه السلام في هذه قال الحسنة ولاية عليّ وحبّه والسيّئة عداوته وبغضه ولا يرفع معهما عمل وقد مضى في آخر سورة الانعام حديث في صدر الآيتين.
{ (91) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا } القمّي يعني مكّة شرّفها الله تعالى في الكافي عن الصادق عليه السلام انّ قريشاً لما هدموا الكعبة وجدوا في قواعده حجراً في كتاب لم يحسنوا قراءته حتّى دعوا رجلاً قرأه فاذا فيه انا الله ذو بكّة حرّمتها يوم خلقت السموات والأرض ووضعتها بين هذين الجبلين وحففتها بسبعة املاك حفّاً، وعنه عليه السلام لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكّة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال الآ انّ الله قد حرّم مكّة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام بحرام الله عزّ وجلّ الى يوم القيامة لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ولا يختلي خلالها ولا تحلّ لقطتها الاّ لمنشد فقال العبّاس يا رسول الله الإِذخر فانّه للقبر والبيوت فقال رسول الله الاّ الإِذخر { وَلَهُ كُلُّ شَىْءٍ } خلقاً وملكاً { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ } المنقادين.
{ (92) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ } وان اواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئاً فشيئاً { فَمَنِ اهْتَدَى } باتّباعه ايّاي في ذلك { فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ } فانّ منافعه عائدة اليه { وَمَنْ ضَلَّ } بمخالفتي { فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ } فلا عليَّ من وبال ضلاله شيء اذ ما على الرسول الاّ البلاغ وقد بلغت.
{ (93) وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ } على نعمة النبوّة وعلى ما علّمني ربّي ووفّقني للعمل به { سَيُرِيْكُمْ آيَاتِهِ } اذا رجعتم الى الدنيا ورجعوا { فَتَعْرِفُونَهَا } فتعرفون انّها آيات الله حين لا تنفعكم المعرفة، القمّي قال الآيات امير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام اذا رجعوا الى الدنيا يعرفهم اعداؤهم اذا رأوهم في الدنيا قال امير المؤمنين عليه السلام والله ما لله آية اكبر منّي { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ } فَلا تحسبوا انّ تأخير عذابكم لغفلة من اعمالكم وقرء بالياء وقد مضى ثواب قراءة الطّواسين الثلاث.