خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ
٢
وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ
٣
أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ
٤
مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٥
وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ
٦
-العنكبوت

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) الم }
{ (2) أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ } لا يختبرون }.
في المجمع عن الصادق عليه السلام معنى يفتنون يبتلون في انفسهم واموالهم وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه لما نزلت هذه الآية قال لا بدّ من فتنة تبتلى بها الامّة بعد نبيّها ليتعيّن الصادق من الكاذب لأنّ الوحي قد انقطع وبقي السّيف وافتراق الكلمة الى يوم القيامة.
وفي نهج البلاغة قام رجل فقال يا امير المؤمنين اخبرنا عن الفتنة وهل سألت رسول الله عنها فقال عليّ عليه السلام لمّا انزل الله سبحانه { الم أَحَسِبَ النّاسُ } الآية علمت انّ الفتنة لا تزل بنا ورسول الله بين اظهرنا فقلت يا رسول الله ما هذه الفتنة التي اخبرك الله بها فقال يا عليّ انّ امّتي سيفتنون من بعدي فقلت يا رسول الله اوليس قد قلت لي يوم احد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وجيزت عنّي الشاهدة فشقّ ذلك عليَّ فقلت لي ابشر فانّ الشهادة من ورائك فقال لي انّ ذلك كذلك فكيف صبرك اذن فقلت يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر فقال يا عليّ سيفتنون بأموالهم ويمنون بدينهم على ربّهم ويتمنّون رحمته ويأمنون سطوته ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة والاهواء السّاهية فيستحلّون الخمر بالنبيذ والسّحت بالهديّة والرّبا بالبيع قلت يا رسول الله فبأيّ المنازل انزلهم ابمنزلة ردّة ام بمنزلة فتنة فقال بمنزلة فتنة.
والقمّي عن الكاظم عليه السلام قال جاء العبّاس الى امير المؤمنين (ع) فقال انطلق يبايع لك الناس فقال له امير المؤمنين عليه السلام اوتراهم فاعلين قال نعم قال فأين قوله عزّ وجلّ { الم أَحَسِبَ النّاس } الآية.
وفي الكافي عنه عليه السلام انّه قرء هذه الآية ثمّ قال ما الفتنة قيل الفتنة في الدين فقال يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب.
{ (3) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قِبْلِهِمْ } اختبرناهم فانّ ذلك سنّة قديمة جارية في الامم كلّها فلا ينبغي ان يتوقّع خلافه { فَلِيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } فليعلمنّهم في الوجود ممتحنين بحيث يتميّز الذين صدقوا في الايمان والذين كذبوا فيه بعد ما كان يعلمهم قبل ذلك انّهم سيوجدون ويمتحنون.
وفي المجمع عن امير المؤمنين والصادق عليهما السلام انّهما قرءا بضمّ الياء وكسر اللاّم فيهما من الاعلام اي ليعرفنّهم النّاس.
{ (4) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } الكفر والمعاصي { أَنْ يَسْبِقُونا } ان يفوتونا فلا نقدر ان نجازيهم على مساوئهم { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }
{ (5) مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللهِ فَاِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتٍ } القمّي قال من احبّ لقاء الله جاءه الأجل.
وفي التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام يعني من كان يؤمن بأنّه مبعوث فانّ وعد الله لآت من الثواب والعقاب قال فاللّقاء ههنا ليس بالرّؤية واللّقاء هو البعث { وَهُوَ السَّمِيعُ } لاقوال العباد { الْعَلِيمُ } بعقايدهم واعمالهم.
{ (6) وَمَنْ جَاهَدَ }
القمّي قال نفسه عن اللّذات والشهوات والمعاصي { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } لأنّ منفعته لها { إنَّ اللهَ لَغَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } فلا حاجة به الى طاعتهم.