خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً
٥٥
إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
٥٦
-الأحزاب

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (55) لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى آبَائِهِنَّ وَلاَ أَبْنَائِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ } استثناء لمن لا يجب الاحتجاب عنهم روي انّه لمّا نزلت آية الحجاب قال الآباء والابناء والاقارب يا رسول الله أو نكلّمهنّ ايضاً من وراء حجاب فنزلت { وَلاَ نِسَائِهِنَّ } يعني النساء المؤمنات { وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } وقد مضى بيانه في سورة النّور { وَاتَّقِينَ اللهَ } فيما امرتنّ به { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا } لا يخفى عليه خافية.
{ (56) إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.
في ثواب الأعمال عن الكاظم عليه السلام انّه سئل ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمن قال صلاة الله رحمة من الله وصلاة الملائكة تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة ومن الملائكة تزكية ومن النّاس دعاء وامّا قوله عزّ وجلّ { سَلّمُوا تَسليماً } يعني التسليم فيما ورد عنه عليه السلام قيل فكيف نصلّي على محمد وآله قال تقولون صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته قيل فما ثواب من صلّى على النبيّ صلّى الله عليه وآله بهذه الصلوات قال الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امّه.
والقمّي قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه وصلاة الملائكة مدحهم له وصلاة الناس دعاؤهم له والتصديق والاقرار بفضله وقوله وسلّموا تسليماً يعني سلّموا له بالولاية وبما جاء به.
وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال أثنوا عليه وسلّموا له.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام في مجلسه مع المأمون قال وقد علم المعاندون منهم انّه لمّا نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللّهم صلّ على محمد وآل محمد كما صلّيت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم انّك حميد مجيدٌ فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف قالوا لا قال المأمون هذا ممّا لا خلاف فيه اصلاً وعليه اجماع الأمّة فهل عندك في الآل شيء اوضح من هذا في القرآن قال نعم اخبروني عن قول الله تعالى
{ { يسۤ * وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [يس: 1ـ4] فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمّد (ص) لم يشكّ فيه احد قال عليه السلام فانّ الله اعطى محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لا يبلغ احد كنه وصفه الا من عقله وذلك انّ الله لم يسلّم على احد الاّ على الانبياء فقال تبارك وتعالى { { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ } [الصافات: 79] وقال سَلاَمٌ عَلَى ابْرَاهِيم وقال سلامٌ على موسى وهرون ولم يقل سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل ابراهيم ولم يقل سلام على آل موسى وهرون وقال سلام على آل يس يعني آل محمد صلوات الله عليهم فقال قد علمت انّ في معدن النبوّة شرح هذا وبيانه.
وعنه عليه السلام فيما كتبه في شرايع الدين والصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله واجبة في كلّ موطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك وفي الخصال مثله عن الصادق عليه السلام.
وفي الكافي والفقيه عن الباقر عليه السلام وصلّ على النبيّ كلّما ذكرته او ذكره ذاكر عندك في اذان وغيره.
وفي الكافي عنه عليه السلام قال لمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه وآله صلّت عليه الملائكة والمهاجرون والانصار فوجاً فوجاً قال:
وقال امير المؤمنين عليه السلام سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في صحته وسلامته انما انزلت هذه الآية في الصلاة عليَّ بعد قبض الله لي { إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ } الآية وفيه مرفوعاً قال إنَّ موسى ناجاه الله تعالى فقال له في مناجاته وقد ذكر محمداً فصلِّ عليه يا ابن عمران فاني اصلّي عليه وملائكتي.
وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين عليه السلام لهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله صلّوا عليه والباطن قوله سلّموا تسليماً اي سلّموا لمن وصّاه واستخلفه عليكم فضله وما عهد به اليه تسليماً قال وهذا مما اخبرتك انه لا يعلم تأويله الاّ من لطف حسّه وصفاء ذهنه وصحّ تمييزه.