خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ
٤٨
قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ
٤٩
قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ
٥٠
وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ
٥١
وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
٥٢
وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
٥٣
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ
٥٤
-سبأ

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (48) قُلْ إِنَّ رَبِّى يَقْذِفُ بِالْحَقِّ } يلقيه وينزله على من يجتبيه من عباده { عَلاّمُ الْغُيُوبِ }
{ (49) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ } الاسلام { وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } وزهق الباطل اي الشرك بحيث لم يبق له اثر.
في الامالي عن الرضا عن ابيه عن آبائه عليهم السلام دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله مكّة وحول البيت ثلاثمائة وستّون صنماً فجعل يطعنها بعود في يده ويقول
{ { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } [الإسراء: 81] { جاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الباطل وما يُعِيدُ }.
وفي المجمع مثله عن ابن مسعود.
{ (50) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ } عن الحق { فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِى } فانّ وبال ضلالي عليها { وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِى إِلَىَّ رَبِّى إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } يسمع كلّ قول ويرى كلّ فعل وان كان خفيّاً.
{ (51) وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا } لرأيت فَظيعاً { فَلاَ فَوْتَ } فلا يفوتون الله بهرب او حصن.
القمّي عن الباقر عليه السلام قال اذا فزعوا من الصوت وذلك الصوت من السماء { وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ } قال من تحت اقدامهم خسف بهم.
وعنه عليه السلام لكأنّي انظر الى القائم عليه السلام وقد اسند ظهره الى الحجر وساق الحديث الى ان قال فاذا جاء الى البيداء يخرج اليه جيش السّفياني فيأمر الله عزّ وجلّ الأرض فتأخذ بأقدامهم وهو قوله عزّ وجلّ ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب.
{ (52) وَقَالُوا آمَنّا بِهِ } قال يعني بالقائم من آل محمد وقيل بمحمد صلّى الله عليه وآله { وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ } التناول يعني تناول الإِيمان { مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } يعني بعد انقضاء زمان التكليف قال انّهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولاً من حيث ينال.
{ (53) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ } يعني اوان التكليف { وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ } ويرجمون بالظنّ ويتكلّمون بما لم يظهر لهم { مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } من جانب بعيد من امره.
{ (54) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } قال يعني ان لا يعذّبوا { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ } قال يعني من كان قبلهم من المكذّبين هلكوا { إِنَّهُمْ كَانُوا فِى شَكٍّ مُرِيبٍ }
في المجمع عن السجاد والحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام في هذه الآية هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله انه ذكر فتنة تكون بين اهل المشرق والمغرب قال فبيناهم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتّى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشاً الى المشرق وآخر الى المدينة حتّى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون فيها اكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون اكثر من مأة امرأة ويقتلون بها ثلاثمأة كبش من بني العبّاس ثمّ ينحدرون الى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجّهين الى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في ايديهم من السبي والغنائم ويحلّ الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة ايام بلياليها ثم يخرجون متوجّهين الى مكّة حتّى اذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فَاَبِدْهُمْ فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم الاّ رجلان من جهينة فلذلك جاء القول (وعند جهينة الخبر اليقين) فذلك قوله تعالى { وَلَوْ تَرَى } اذ فزعوا الآية قال وروى اصحابنا في احاديث المهدي عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام مثله.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ الحمدين جميعاً حمد سبا وحمد فاطر في ليلة لم يزل في ليله في حفظ الله وكلاءته قال فان قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه واعطي من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.