خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١
-فاطر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } مبدعهما من الفطر بمعنى الشقّ كأنّه شق العدم باخراجهما منه { جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً } وسائط بين الله وبين أنبيائه والصالحين من عباده يبلّغون اليهم رسالاته بالوحي والالهام والرّؤيا الصادقة { أُولِى أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } ذوي اجنحة متعدّدة ينزلون بها ويعرجون ويسرعون بها نحو ما أُمروا به.
في الكافي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله الملائكة على ثلاثة اجزاء جزء له جناحان وجزء له ثلاثة اجنحة وجزء له اربعة اجنحة قيل لعلّه لم يرد خصوصيّة الاعداد ونفى ما زاد عليها لما روي عنه عليه السلام انّه رأى جبرئيل ليلة المعراج وله ستمأة الف جناح.
أقول: ولعلّه الى ذلك أُشير بقوله تعالى يزيد في الخلق ما يشاء.
وفي الاكمال عنه عليه السلام انّ لله تبارك وتعالى ملكاً يقال له دردائيل كان له ستّة عشر الف جناح ما بين الجناح والجناح هواء والهواء كما بين السماء والأرض.
والقمّي عن الصادق عليه السلام قال خلق الله الملائكة مختلفة وقد رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله جبرئيل وله ستّمأة جناح على ساقه الدّر مثل القطر على البقل قد ملأ ما بين السماء والأرض وقال اذا امر الله عزّ وجلّ ميكائيل بالهبوط الى الدنيا صارت رجله اليمنى في السماء السابعة والاخرى في الأرض السابعة وانّ لله ملائكة انصافهم من برد وانصافهم من نار يقولون يا مؤلّفاً بين البرد والنار ثبّت قلوبنا على طاعتك وقال انّ لله ملكاً بعُد ما بين شحمة اذنه الى عينه مسيرة خمسمأة عام بخفقان الطير وقال انّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانّما يعيشون بنسيم العرش وانّ لله عزّ وجلّ ملائكة ركّعاً الى يوم القيامة وانّ لله عزّ وجلّ ملائكة سُجَّداً الى يوم القيامة ثم قال ابو عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ما من شيء ممّا خلق الله عزّ وجلّ اكثر من الملائكة وانّه ليهبط في كل يوم او في كلّ ليلة سبعون الف ملك فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ثم يأتون رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ يأتون أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون عليه ثمّ يأتون الحسين عليه السلام فيقيمون عنده فاذا كان عند السحر وضع لهم معراج الى السماء ثم لا يعودون ابداً.
وقال ابو جعفر عليه السلام انّ الله عزّ وجلّ خلق اسرافيل وجبرائيل وميكائيل من تسبيحة واحدة وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل وسرعة الفهم وقال امير المؤمنين عليه السلام في خلقة الملائكة وملائكة خلقتهم واسكنتهم سمواتك فليس فيهم فترة ولا عندهم غفلة ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك وأخوف خلقك لك وأقرب خلقك منك وأعملهم بطاعتك لا يغشيهم نوم العيون ولا سهو العقول ولا فترة الأبدان لم يسكنوا الأصلاب ولم يضمّهم الأرحام ولم تخلقهم من ماء مهين انشأتهم انشآء فأسكنتهم سمواتك واكرمتهم بجوارك وائتمنتهم على وحيك وجنّبتهم الآفات ووقيتهم البليّات وطهّرتهم من الذنوب ولولا قوّتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا ولولا رحمتك لم يطيعوا ولولا انت لم يكونوا اما انّهم على مكانتهم منك وطاعتهم ايّاك ومنزلتهم عندك وقلّة غفلتهم عن امرك لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا اعمالهم وَلأََزرؤا على انفسهم ولعلموا انّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك سبحانك خالقاً ومعبوداً ما احسن بلاءك عند خلقك.
وفي التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عن قدرة الله عزّ وجلّ فقام خطيباً فحمد الله واثنى عليه ثم قال انّ لله تبارك وتعالى ملائكة لو انّ ملكاً منهم هبط الى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة اجنحته ومنهم من لو كلّفت الجنّ والانس ان يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحُسن تركيب صورته وكيف يوصف من ملائكته من سبع مأة عام ما بين منكبه وشحمة اذنيه ومنهم من يسدّ الافق بجناح من اجنحته دون عظم بدنه ومنهم من السموات الى حجزته ومنهم من قدمه على غير قرار في جوّ الهوى الاسفل والارضون الى ركبتيه ومنهم من لو القي في نقرة ابهامه جميع المياه لوسعتها ومنهم من لو القيت السّفينة من دموع عينيه لجرت دهر الداهرين فتبارك الله احسن الخالقين وفي الكافي عن الثمالي قال دخلت على عليّ بن الحسين عليهما السلام فاحتبست في الدّار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئاً وادخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي اراك تلتقطه ايّ شيء هو قال فضلة من زغب الملائكة نجمعه اذا خلونا نجعله سبحاً لأولادنا قلت جعلت فداك فانّهم ليأتونكم فقال يا ابا حمزة انّهم ليزاحمونا على تكائنا وفي هذا المعنى اخبار كثيرة فيه وفي البصائر { يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ } على مقتضى حكمته.
في التوحيد عن الصادق عليه السلام انّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن { إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }