خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
٣١
ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ
٣٢
-فاطر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (31) وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ } يعني القرآن { هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتب السماوية { إِنَّ اللهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ } عالم بالبواطن والظواهر.
{ (32) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } يعني العترة الطّاهرة خاصّة { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } لا يعرف إمام زمانه { وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ } يعرف الإِمام { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ } هو الإِمام.
في البصائر عن الباقر عليه السلام هي في ولد عليّ وفاطمة عليهما السلام.
وفي الكافي عنه عليه السلام قال السابق بالخيرات الإِمام والمقتصد العارف للإِمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإِمام.
وعن الصادق عليه السلام انّه قيل له انّها في الفاطميّين فقال ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من اشار بسيفه ودعا النّاس الى ضلال فقيل ايّ شيء الظّالم لنفسه قال الجالس في بيته لا يعرف حقّ الإِمام والمقتصد العارف بحقّ الإِمام والسّابق بالخيرات الإِمام.
وعن الكاظم عليه السلام انّه تلا هذه الآية قال فنحن الّذين اصطفانا الله تعالى عزّ وجلّ وَأَوْرَثْنَا هذا الكتاب فيه تِبْيَانُ كُلِّ شَىْءٍ
وعن الرضا عليه السلام انّه سئل عنها قال ولد فاطمة عليها السلام والسابق بالخيرات الإِمام والمقتصد العارف بالإِمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإِمام.
وفي العيون عنه عليه السلام اراد الله بذلك العترة الطّاهرة ولو اراد الامّة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول الله فمنهم ظالم لنفسه الآية ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال { جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
وفي الخرائج عن الزكيّ عليه السلام كلّهم من آل محمد صلى الله عليه وآله الظّالم لنفسه الذي يقرّ بالإِمام عليه السلام والمقتصد العارف بالإِمام والسابق بالخيرات الإِمام عليه السلام.
وعن الصادق عليه السلام انّ فاطمة عليها السلام لعظمها على الله حرّم الله ذرّيتها على النار وفيهم نزلت ثمّ اورثنا الكتاب الآية ثم فسّر الفرق الثّلاث بما مرّ.
وفي المجمع عنه عليه السلام الظالم لنفسه منّا من لا يعرف حقّ الإِمام والمقتصد منّا من يعرف حقّ الإِمام والسابق بالخيرات هو الإِمام وهؤلاء كلّهم مغفور لهم.
وفي الإِحتجاج عنه عليه السلام انّه سئل عنها وقيل له انّها لولد فاطمة عليها السلام خاصّة فقال امّا من سلّ سيفه ودعا الناس الى نفسه الى الضلال من ولد فاطمة عليها السلام فليس بداخل في هذه الآية قيل من يدخل فيها قال الظالم لنفسه الذي لا بدعو الناس الى ضلال ولا هدى والمقتصد منّا اهل البيت العارف حقّ الإِمام والسابق بالخيرات الإِمام.
وفي المناقب عنه عليه السلام نزلت في حقّنا وحقّ ذرّياتنا.
وفي رواية عنه عن ابيه عليهما السلام هي لنا خاصّة وايّانا عنى.
وعن الباقر عليه السلام هم آل محمد صلوات الله عليهم.
وفي المعاني عنه عليه السلام انّه سئل عنها فقال نزلت فينا اهل البيت فقيل فمن الظالم لنفسه قيل من استوت حسناته وسيّئاته منّا اهل البيت فهو الظالم لنفسه فقيل من المقتصد منكم قال العابد لله في الحالين حتّى يأتيه اليقين فقيل فمن السّابق منكم بالخيرات قال من دعا والله الى سبيل ربّه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلّين عضداً ولا للخائنين خصيماً ولم يرض بحكم الفاسقين الاّ من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعواناً.
وعن الصادق عليه السلام انّه سئل عنها فقال الظالم يحوم حول نفسه والمقتصد يحوم حول قلبه والسابق يحوم حول ربّه عزّ وجلّ.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام امّا الظالم لنفسه منّا فمن عمل عملاً صالحاً وآخر سيّئاً وامّا المقتصد فهو المتعبّد المجتهد وامّا السابق بالخيرات فعليّ والحسن والحسين عليهم السلام ومن قتل من آل محمد صلوات الله عليهم شهيداً.
وفي سعد السعود عنه عليه السلام هي لنا خاصّة امّا السابق بالخيرات فعليّ ابن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام والشهيد منّا وامّا المقتصد فصائم بالنّهار وقائم باللّيل وامّا الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له { ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } اشارة الى التوريث او الاصطفاء او السّبق.