{ (38) إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الأَلِيمِ } بالإِشراك وتكذيب الرسول.
{ (39) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }.
(40) إِلاّ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلِصِينَ } استثناء منقطع.
{ (41) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ }.
(42) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ }.
في الكافي عن الباقر عليه السلام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في حديث
يصف فيه اهل الجنّة قال وامّا قوله { أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ } قال يعلمه الخدّام
فيأتون به أولياء الله قبل ان يسألوهم ايّاه وامّا قوله { فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ } قال فإنّهم
لا يشتهون شيئاً في الجنّة الاّ اكرموا به.
{ (43) فِى جَنّاتِ النَّعِيمِ }.
{ (44) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ }.
{ (45) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ } بإناءٍ فيه خمر { مِنْ مَعِينٍ } من شراب معين او نهر
معين اي جار ظاهر للعيون او خارج من العيون وصف به خمر الجنّة لأنّها تجري
كالماء.
{ (46) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ } قيل وصفها بلذّة امّا للمبالغة او لأنّها تأنيث لذّ
بمعنى لذيذ.
{ (47) لاَ فِيهَا غَوْلٌ } غائلة وفساد كما في خمر الدنيا كالخمار { وَلاَ هُمْ عَنْهَا
يُنْزَفُونَ } قيل اي يسكرون من نزف اذا ذهب عقله.
والقمّي اي لا يطردون منها وقرئ بكسر الزّاي.
{ (48) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قصرن ابصارهنّ على ازواجهنّ { عِينٌ } عيناء
فسّرت تارة بواسعات العيون لحسانها واخرى بالشديدة بياض العين الشّديدة
سوادها.
{ (49) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ } شبّههنّ ببيض النعام الذي تكنّه بريشها مصوناً
من الغبار ونحوه في الصفا والبياض المخلوط بأدنى صفرة فانّه احسن الوان
الابدان كذا قيل.
{ (50) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ } عن المعارف والفضائل وما
جرى لهم وعليهم في الدنيا فانّه ألذّ اللّذات كما قيل وما بقيت من اللّذات الاّ
احاديث الكرام على المدام.
{ (51) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ } في مكالمتهم { أِنّى كَانَ لِى قَرِينٌ } جليس في الدنيا.
{ (52) يَقُولُ أَئِنّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ } يوبّخني على التصديق بالبعث.
{ (53) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنّا لَمَدِينُونَ } لمجزيّون من الدّين بمعنى
الجزاء.
{ (54) قَالَ } اي ذلك القائل لجلسائه { هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ } الى اهل النار لأريكم
ذلك القرين وقيل والقائل هو الله او بعض الملائكة يقول لهم هل تحبّون ان
تطّلعوا على اهل النار لأريكم ذلك القرين فتعلموا أين منزلتكم من منزلتهم.
{ (55) فَاطَّلَعَ } عليهم { فَرَآهُ } اي قرينه { فِى سَوَاءِ الجَحِيمِ }.
القمّي عن الباقر عليه السلام يقول في وسط الجحيم.
{ (56) قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ } ان كدت لتهلكني بالاغواء.
{ (57) وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي } بالهداية والعصمة { لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ } معك
فيها.
{ (58) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ } عطف على محذوف اي نحن مخلّدون منعّمون
{ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتين } اي بمن شأنه الموت.
{ (59) إِلاّ مَوْتَتَنَا الأُولَى } التي كانت في الدنيا { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } كالكفّار.
{ (60) إِنَّ هذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.