خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ
٦٥
رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ
٦٦
قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ
٦٧
أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ
٦٨
مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
٦٩
إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٧٠
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ
٧١
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
٧٢

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (65) قُلْ } يا محمد للمشركين { إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ } انذركم عذاب الله { وَمَا مِنْ إِلهٍ إِلاّ اللهُ الْوَاحِدُ } الذي لا شريك له ولا يتبعّض { القّهَّارُ } لكل شيء.
{ (66) رَبُّ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } منه خلقها واليه امرها { الْعَزِيزُ } الذي لا يغلب اذا عاقب { الغّفَّارُ } الذي يغفر ما يشاء من الذنوب لمن يشاء وفي هذه الاوصاف تقرير للتوحيد ووعد ووعيد للموحّدين والمشركين وتكرير ما يشعر بالوعيد وتقديمه لأنّ المدّعى هو الانذار.
{ (67) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ }
{ (68) أَنْتُم عَنْهُ مُعْرِضُونَ } قيل اي ما انبأكم به وقيل ما بعده من نبأ آدم.
والقمّي يعني امير المؤمنين عليه السلام.
وفي البصائر عن الباقر عليه السلام هو والله امير المؤمنين عليه السلام وعن الصادق عليه السلام النباء الإِمامة.
{ (69) مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلاَءِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } اذ الاطّلاع على كلام الملائكة وتقاولهم لا يحصل الاّ بالوحي.
{ (70) إِنْ يُوحَى إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ } اي الاّ لانّما وقرئ انّما بالكسر على الحكاية.
القمّي عن الباقر عليه السلام في حديث المعراج وقد مرّ صدوره في أوّل سورة بني اسرائيل (ع) قال فلمّا انتهى به الى سدرة المنتهى تخلّف عنه جبرئيل فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله يا جبرئيل افي هذا الموضع تخذلني فقال تقدّم امامك فوالله لقد بلغت مبلغاً لم ييبلغه احد من خلق الله قبلك فرأيت من نور ربّي وحال بيني وبينه السّبحة سئل الإِمام عليه السلام وما السّبحة فأومى بوجهه الى الأرض وبيده الى السماء وهو يقول جلال ربّي ثلاث مرّات قال يا محمد قلت لبّيك يا ربّ قال فيم اختصم الملأ الاعلى قال قلت سبحانك لا علم لي الاّ ما علّمتني قال فوضع يده اي يد القدرة بين كتفيّ فوجدت بردها بين ثدييّ قال فلم يسألني عمّا مضى ولا عمّا بقي الاّ علمته فقال يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى قال قلت في الكفارات والدرجات والحسنات فقال لي يا محمد قد انقطع اكلك وانقضت نبوّتك فمن وصيّك فقلت يا ربّ قد بلوت خلقك فلم أر أحداً من خلقك اطوع لي من عليّ فقال ولي يا محمد فقلت يا ربّ انّي قد بلوت خلقك فلم ار في خلقك احداً اشدّ حبّاً لي من عليّ بن ابي طالب عليه السلام قال ولي يا محمد فبشّره بأنّه راية الهدى وإمام اوليائي ونور لمن أطاعني والكلمة التي الزمتها المتّقين من احبّه فقد احبّني ومن ابغضه فقد أبغضني مع ما انّي اخصّه بما لم اخصّ به احداً فقلت يا ربّ اخي وصاحبي ووزيري ووارثي فقال انّه امر قد سبق انّه مبتلى ومبتلى به مع ما انّي قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته اربعة اشياء عقدها بيده ولا يفصِح بها عقدها.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال قال لي ربّي اتدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت لا قال اختصموا في الكفّارات والدّرجات فأمّا الكفّارات فاسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام الى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة وامّا الدرجات فافشاء السلام واطعام الطعام والصلاة باللّيل والناس نيام.
وفي الخصال بنحو آخر قريب منه.
{ (71) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ }
{ (72) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } عدّلت خلقته { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى } واحييته بنفخ الرّوح فيه واضافته الى نفسه لشرفه وطهارته.
{ فَقَعُوْا لَهُ سَاجِدِينَ } فخرّوا له ساجدين تكرمة وتبجيلاً له وقد مرّ الكلام فيه في سورة البقرة.