خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً
١٠٣
وَلاَ تَهِنُواْ فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
١٠٤
-النساء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (103) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ } فإذا فرغتم من صلاتكم وأنتم محاربوا عدوكم { فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } ادعوا الله في هذه الأحوال لعله ينصركم على عدوكم ويظفركم به مثل قوله تعالى إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون { فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ } فاذا استقررتم في أوطانكم وأقمتم في أمصاركم { فَأَقِيمُوا الصَّلاَة } فاتموا الصلاة التي أذن لكم في قصرها وتخفيفها في حال السفر والخوف واتموا حدودها { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً }.
في الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام يعني مفروضاً وليس يعني وقت فوتها إذ جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم تكن صلاته هذه مؤداة ولو كان كذلك لهلك سليمان بن داود حين صلاها لغير وقتها ولكن متى ما ذكرها صلاها.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام موقوتاً أي ثابتاً وليس ان عجلت قليلاً وأخرت قليلاً بالذي يضرك ما لم تضع تلك الإِضاعة فان الله عز وجل يقول لقوم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً.
{ (104) وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَومِ } لا تضعفوا في طلب القوم الذين هم أعداء الله واعداوكم { إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ } مما ينالكم من الجراح منهم { فَإِنّهُمْ يَأْلَمُونَ } ايضاً مما ينالهم من ذلك { كَمَا تَأْلَمٌُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } من ازهار الدين واستحقاق الثواب فأنتم أولى وأحرى على حربهم وقتالهم منهم على قتالكم { وَكَانَ اللهُ عَلِيماً } بمصالح خلقه { حَكِيماً } في تدبيره إياهم.
القمّي أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لما رجع من وقعة أُحد ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم منادياً ينادي يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فاقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونهم فأنزل الله على نبيه ولا تهنوا (الآية) وقال عز وجل إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله إلى قوله شهداء فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح.