خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً
٩٨
فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً
٩٩
وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَٰغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
١٠٠
-النساء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (98) إلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ } استثناء منقطع لعدم دخولهم في الموصول وضميره والإِشارة إليه { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً }.
في الكافي عن الباقر عليه السلام هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر ولا يهتدي سبيلاً إلى الإيمان لا يستطيع عن يؤمن ولا يكفر قال الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان.
وعنه عليه السلام انه سئل من هم قال نساؤكم وأولادكم ثم قال ارأيت ام أيمن فاني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.
وفي المعاني والعياشي عنه عليه السلام ما يقرب من الحديث الأول وفي آخره مرفوع عنهم القلم.
وعن الصادق عليه السلام لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون ولا يهتدون سبيلاً إلى الحق فيدخلون فيه هؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله عنها ولا ينالون منازل الأبرار.
والعياشي عن الباقر عليه السلام انه سئل عن المستضعفين فقال البلهاء في خدرها والخادم تقول لها صلي فتصلي لا تدري إلا ما قلت لها والجليب الذي لا يدري إلا ما قلت له والكبير الفاني والصغير.
أقول: الجليب الذي يجلب من بلد إلى آخر.
{ (99) فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوّاً غَفُوراً } ذا صفح عن ذنوب عباده سائراً عليهم ذنوبهم.
{ (100) وَمَنْ يُهَاجِرْ } يفارِقْ أَهْل الشرك ويهرب بدينه من وطنه إلى أرض الإِسلام { فِي سَبِيلِ اللهِ } في منهاج دينه { يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً } متحولاً من الرغام وهو التراب ومخلصاً من الضلال { وَسَعَةً } في الرزق واظهار الدين فيرغم بذلك انوف من ضيق عليه من قومه ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً }.
في المجمع عن أبي حمزة الثمالي لما نزلت آية الهجرة سمعها رجل من المسلمين وهو جندع أو جندب بن ضمرة وكان بمكة فقال والله ما أنا ممن استثنى الله إني لأجد قوة وإني لعالم بالطريق وكان مريضاً شديد المرض فقال لبنيه والله لا أبيت بمكة حتى أخرج منها فإني أخاف أن أموت فيها فخرجوا يحملونه على سرير حتى إذا بلغ التنعيم مات فنزلت الآية.
والعياشي عن محمد بن أبي عمير قال وجّه زرارة بن اعين ابنه عبيداً إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن موسى بن جعفر وعبد الله الأفطس فمات قبل أن يرجع إليه عبيد الله قال محمد بن ابي عمير حدثني محمد بن حكيم قال ذكرت لأبي الحسن عليه السلام زرارة وتوجيهه عبيداً إلى المدينة فقال إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله: ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله (الآية).