خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلْبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٦٦
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ
٦٧
هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ
٦٨
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ
٦٩
ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
٧٠
إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ
٧١
فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ
٧٢
ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ
٧٣
مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ
٧٤
ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ
٧٥
ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ
٧٦
فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ
٧٧
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ
٧٨
-غافر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (66) قُلْ إِنِّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمّا جَاءَنِى الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّى وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ان أنقاد واخلص له ديني.
{ (67) هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا } ثمّ يبقيكم لتبلغوا { أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ } من قبل الشيخوخة او بلوغ الأشدّ { وَلِتَبْلُغُوا } ويفعل ذلك لتبلغوا { أَجَلاً مُسَمًّى } وقت الموت { وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ما في ذلك من الحجج والعبر.
{ (68) هُوَ الَّذِى يُحْيِى وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا } فاذا أراده { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ } من غير عُدّة وتجشّم كلفة بلا صوت ولا حرف والفاء الاولى للدلالة على انّ ذلك نتيجة ما سبق.
{ (69) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ } عن التصديق بها.
{ (70) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } جزاء تكذيبهم.
{ (71) إِذِ الأَغْلاَلُ فِى أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } بِهَا.
{ (72) فِى الْحَمِيمِ ثُمَّ فِى النّارِ يُسْجَرُونَ } يحرقون.
{ (73) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ }.
{ (74) مِنْ دُونِ اللهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنّا } ضاعوا عنّا فلم نجد ما كنّا نتوقّع منهم { بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا } بل تبيّن لنا انّا لم نكن نعبد شيئاً بعبادتهم.
في الكافي والقمّي عن الباقر عليه السلام فامّا النصاب من أهل القبلة فانّهم يخدّلهم خدّاً الى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللّهب والشرر والدخان وفورة الحميم الى يوم القيامة ثمّ مصيرهم الى الحميم ثمّ في النّار يسجرون ثمّ قيل لهم اينما كنتم تشركون من دون الله اي اين امامكم الذي اتّخذتموه دون الإِمام الذي جعل الله للناس إماماً.
وفي البصاير عنه عليه السلام قال كنت خلف أبي وهو على بغلته فنفرت بغلته فاذا هو شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه فقال يا عليّ بن الحسين اسقني فقال الرجل لا تسقه لا سقاه الله وكان الشيخ معاوية وفي هذا المعنى اخبار اخر { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرِينَ } حتّى لا يهتدوا الى شيء ينفعهم في الآخرة.
القمّي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال فقد سمّاهم الله كافرين مشركين بان كذّبوا بالكتاب وقد ارسل الله رسله بالكتاب وبتأويله فمن كذّب بالكتاب او كذّب بما ارسل الله به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك كافر.
{ (75) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِى الأَرْضِ } تبطرون وتتكبّرون { بِغَيْرِ الْحَقِّ } وهو الشرك والطغيان { وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ } تتوسّعون في الفرح.
{ (76) اُدْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } الأبواب السّبعة المقسومة لكم { خَالِدِينَ فِيهَا } مقدّرين الخلود { فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ } عن الحقّ جهنّم.
{ (77) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ } باهلاك الكفّار وتعذيبهم { حَقٌّ } كائن لا محالة { فَإِمّا نُرِيَنَّكَ } فان نُرِك وما مزيدة لتأكيد الشّرطية ولذلك لحقت النون الفعل { بَعْضَ الَّذِى نَعِدُهُمْ } وهو القتل والاسر { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل ان تراه { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم.
{ (78) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ }.
في الخصال عنهم عليهم السلام انّ عددهم مأة ألف وأربعة وعشرون الفاً.
وفي المجمع عن عليّ بعث الله نبيّاً اسود لم يقصّ علينا قصّته { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِىَ بِآيَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ } فانّ المعجزات عطايا قسمها بينهم على ما اقتضت حكمته ليس لهم اختيار في ايثار بعضها والاستبداد باتيان المقترح بها { فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللهِ } بالعذاب في الدنيا والآخرة { قُضِىَ بِالْحَقِّ } بانجاء المحقّ وتعذيب المبطل { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } المعاندون باقتراح الآيات بعد ظهور ما يغنيهم عنها.